عصام عبدالله يكتب | تغير المناخ والسلام العالمي

0 309

في دراسته القيمة عن أهم التحديات التي تواجه العالم اليوم،‮ ‬وهي التناقض الصارخ بين التنمية المستدامة واستنزاف الموارد الطبيعية،‮ ‬يشير الباحث‮ “فرانك فيفان‮” ‬إلي فضل الفيلسوف والاقتصادي الفرنسي‮” ‬أوغسطين كورنو‮ (‬1801‮ – ‬1877‮) ‬في تعريفنا بأكثر المفاهيم شيوعاً‮ ‬اليوم،‮ ‬في وقت لم يلتفت الكثيرون إلي أهمية تبصراته،‮ ‬فقد رأي‮ “كونو‮” ‬أن المشكلة الرئيسية تكمن في‮ ‬الرأسمالية الفجة،‮ ‬التي تهدف إلي تحقيق أقصي قدر من الربح‮.

‬وهو ما يتناقض مع منطق الطبيعة والمحيط الحيوي،‮ ‬ويمكن أن يؤدي إلي استنزاف الموارد الطبيعية واختلال التوازن البيئي،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن دمار‮ ‬كوكب الأرض‮”.‬

وفيما يتعلق بإدارة اقتصاديات الغابات في عصره،‮ ‬كتب يقول‮: “إن كل ما يهمنا اليوم هو تحقيق أعلي عائد سنوي من الأخشاب في المتر المكعب،‮ ‬ولا نعمل حساباً‮ ‬لما هو أكثر فائدة لمستقبل الجنس البشري،‮ ‬من حيث المحافظة علي الموارد الطبيعية ذات الاهتمام الأكبر للبشرية،‮ ‬إن الاقتصاد الرأسمالي،‮ ‬القائم علي أساس السعي لتحقيق أكبر قدر من الربح‮ ‬المالي،‮ ‬سيدمر البيئة الطبيعية لأنه يستنزف مواردها دون أن يتمكن‮ ‬من تجديد هذه الموارد مرة أخري،‮ ‬خاصة الوقود الأحفوري،‮ ‬مما يؤكد حاجتنا القصوي للتوافق الدولي،‮ ‬والتعاون بين العلماء من مختلف التخصصات في العالم،‮ ‬وفي القلب منها الاقتصاد السياسي،‮ ‬وهي مهمة لم تنجز بعد‮”.‬

والواقع أن كورنو اشتهر بنظريتين‮: ‬الأولي حول المبادلة والقيمة،‮ ‬والنظرية الثانية حول التوازن العام‮. ‬وهو يعتبر أن المبادلة تترتب عن تداخل‮ ‬بين ظاهرتين‮: ‬الندرة من جهة والمنفعة من جهة أخري،‮ ‬بمعني أن ظاهرتين تلعبان دورهما في تحديد قيمة المواد‮.

‬ويعرف المنفعة بأنها إمكانية الشيء إشباع رغبات معينة للأفراد‮.

‬لقد ناقش كورنو باستفاضة التأثير والتأثر المتبادل بين الإنسان والطبيعة كاشفاً‮ ‬عن الحبل السري الذي يربط بين الطبيعية كوطن رحمي وبين الإنسان،‮ ‬يقول‮: “البنية الحية داخل الكائنات جميعاً،‮ ‬تلعب دوراً‮ ‬رئيسياً‮ ‬في التأثر والتأثير المتبادل بينهما من خلال العلاقات المتبادلة والمتكاملة بين الإنسان والطبيعة‮.‬

إن تنامي القوي الصاعدة في العالم اليوم يستنزف الموارد الطبيعية،‮ ‬وهو ما يطرح إمكانية أن‮ ‬يشهد القرن الحادي والعشرون عودة إلي المنافسة الجيو‮ – ‬سياسية‮. ‬ولا سبيل أمام الولايات المتحدة اليوم إلا بناء علاقة تنسيق وتعاون مع‮ “الصين‮” ‬تحديداً‮ ‬لتطوير مصادر بديلة للطاقة‮. ‬ووقف معدلات التدهور في‮ “التغير المناخي‮” ‬وثيق الصلة بأمن الطاقة‮.

‬وفي أحدث تعاون مشترك في هذا‮ ‬المجال تعتزم الصين خفض انبعاثاتها الغازية بنحو‮ ‬45٪‮ ‬فمع نمو الاقتصاد الصيني‮ ‬تزداد حاجة الصين إلي الطاقة،‮ ‬حيث تعد أكبر ملوث للهواء في العالم إلي جانب الولايات المتحدة،‮ ‬وهو ما جعلها تتعهد بخفض الانبعاثات الغازية بنسب واضحةK ‬وذلك عبر احراقها كميات أقل من الفحم‮ ‬والاستفادة الأكثر من الطاقة المتجددة والنووية‮.‬

التغيرات المناخية أهم التحديات التي تواجه الأسرة الدولية،‮ ‬لذا رحبت الأمم المتحدة بالعرضين‮ ‬الصيني والأمريكي مؤكدة ضرورة اتخاذ قرارات ملموسة بشأن تمويل مشاريع حماية المناخ في البلدان النامية أيضاً>

ففي كينيا علي سبيل المثال أصبحت فترات الجفاف تتعاقب مع فيضانات‮ ‬غير معتادة،‮ ‬وحسب الخبراء فإن هذه التبعات الخطيرة‮ ( ‬المدمرة‮) ‬ستكلف في النهاية أكثر من مشاريع حماية المناخ‮.‬

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.