عواطف عبد الرحمان تكتب | لماذا يغيب الأدب العربي عن جائزة نوبل؟ (2)

0 604

يرى الشاعر التونسي يوسف رزوقة أن” الادب العربي غائب من تلقاء واقعه وسيظل كذلك ما لم تتحقق بالملموس -ولن تتحقق- سياسة ترجمية ذات مصداقية ملموسة تحلق بأدبنا العربي عاليا وبعيدا ” مضيفا “القلم العربي ينزف في محليته الضيقة والقاتلة وبالكاد لا يذكر حيث ينبغي أن يذكر، أعني هنا حضوره بالكيف الكمي اللازم لدى الآخر وبشتى اللغات ولا أعني مظانه ومصادر إلهامه التي ينبع منها.”، لافتا الى أن “لغة الضاد على عبقريتها وتطبيلنا لها لم تتخط بعد عتبة الحوش حيث الأنا العربية المتورمة تراوح فيها..”.
يتابع رزوقة “قلة من أدبائنا خبروا اللعبة أو السر إلى حد ما، ترجمت أعمالهم أو بعضها أو حتى لم يترجموا أصلا توهموا أنهم على طريق النوبلة وهم عنها بمنأى على خلفية أن ما راكموا لم يقع ولن يقع بين أيدي اللجنة الدائمة للأكاديمية السويدية مانحة الجائزة.. فضلا عن كون الجائزة هي نفسها عاشت فسادا لافتا تم تشخيصه وتجاوزه بتركيبة تحكيمية جديدة..” مضيفا “الأدب العربي يراوح في قناعاته كونه أدبا عظيما على مشارف العالمية وهي مغالطة في الواقع .. فأدباؤنا جهيضو الأجنحة.. متواضعو الحضور حيث يجب أن يحضروا بندية تامة وبكثير من الإقناع.”.
وأردف “تأسطر أدونيس أو تمت أسطرته ولن ينالها بسبب كونه ظاهرة تترجم أثر الآخر أكثر من كونها تبدع فيه عكس أمين معلوف وسليم بركات وآخرين قلائل قد نراهم ذات أكتوبر منوبلين ..” قائلا “لا بد من مؤسسات ترجمية عملاقة لتذليل الحواجز والعبور إلى هناك.. وحتى يتحقق ذلك، ذات معجزة ربما، سنظل نلوك الوهم ولا حياة لمن تنادي”..
وتابع “أدباؤنا لا يكتبون بلغة الآخر وهذا أيضا من أسباب مكوثهم مغمورين على شهرتهم محليا… هم بذلك مقصوصو الأجنحة وذلك قدرهم ولن يرتادوا، من ثمة، وفضلا عن ندرة الترجمات، الآفاق البعيدة..” متسائلا “من يستحق الجائزة ؟ قلة وكثرة.. من هم؟ نوبل بما بين أيديها من مدوناتنا، إن وجدت، أدرى بذلك”.
ختم “أدباؤنا ودون التقليل من احترامنا لهم، معاقون.. هم أدباء بالصدفة وليس لهم بشكل أو بآخر مشروع ” المبدع الكبير” الذي بوسعه أن يمتلك أحقية الحضور في المحافل العالمية كي يبز نظراءه في ميدانهم واللجان المحكمة ويقول لهم وبصوت عال: أنا هنا. نقطة إلى السطر”.

أمّا الكاتب الليبي محمد الأصفر فيرى أن الكتب التى تترجم للغات الأخرى تتم عبر مترجمين سيئين وأنه لا تتم ترجمة الكثير من الكتب الجيدة، قائلا “تمرّ الترجمة حاليا عبر العلاقات العامة والصفقات المشبوهة ، الآن في معرض فرانكفورت هناك نشاط خاص بالترجمة بعنوان أصوات عربية، ويتضمن ترجمة حوالي 30 عملا روائيا وكل الأعمال التي ستترجم من دولة عربية واحدة هي مصر، ينبغي تسمية النشاط أصوات مصرية فقط ، فالأدب العربي لا يمكن اختزاله في مصر رغم أهميتها التى لا ينكرها أحد “.
ولاحظ الاصفر ان الكاتب العربي لم يبلغ مرحلة قراءته بلغات أخرى بسبب نوعية الكتب التى تترجم ومعظمها كتب فازت بجوائز نتيجة محاباة أو “تربيطات” أو كتب ترجمها المؤلفون نتيجة علاقات شخصية متبادلة بين العرب والأجانب .”.
وتابع “أعيش في المانيا منذ 5 سنوات وعاينت بنفسي عملية ترجمة كتب ما.. هناك مافيا ثقافية عربية مسيطرة وهي التى ترشح الكتب للترجمة أو تقصيها إلا نتيجة عوامل معينة لا تشرّف أي كاتب محترم ، والحل هو أن يكون في لجنة جوائز نوبل ركن عربي ، لا داعي لأن يفوز العربي بنوبل عبر كتبه المترجمة، يمكنه الفوز بها من خلال لغته الأم أو التركيز من قبل لجنة نوبل والناشرين الاوربيين والامريكان على نشر كتب عربية جيدة بها إبداع فعلا، وليس دعاية أو تلميع ، ينبغي ان تضم لجنة نوبل بين أعضائها نقادا من مختلف الجنسيات يملون كل لغات العالم وعدم الثقة في الترجمة لأنها غير متاحة للجميع “..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.