قياتي عاشور يكتب | التعليم للعمل

2 1,373

يُعد ربط التعليم بالعمل (التعليم المبني علي العمل) وزيادة المشاركة المجتمعية من بين استراتيجيات الإصلاح وتطوير التعليم؛ حيث تقوم فلسفة هذا الاتجاه علي ربط العملية التعليمية والتربوية بالعمل ومتطلبات الحياة وإعداد الفرد للتكيف مع مهن ووظائف متنوعة، وتطوير قدراتهم باستمرار ورفع كفاءتهم ومهاراتهم بما يساير أساليب الإنتاج والعمل.

نجد علي المستوي الدولي أن الولايات المتحدة الأمريكية اهتمت بالتوسع في برامج ما يسمي Transition Room School To Work (الانتقال من المدرسة إلي العمل) من خلال عرض الشباب لسوق العمل، حيث تستخدم الشركات والمصانع وأماكن العمل كمساحات لطلاب المدراس المهنية لأساليب العمل في فرق، وعمل محاكاة لأدوار الموظفين الحقيقين لاستكشاف الخبرات المهنية لهم، وجدير بالذكر أن هذا النظام معمول به من قبل العديد من الدول منها المملكة المتحدة وألمانيا، وذلك من خلال التكامل والتعاون بين المدارس الفنية وبين المصانع والشركات.

لهذا النمط من التعليم أهمية كبري، حيث يتيح الفرصة للطلاب لاكتساب وترجمة المعارف التي يدرسونها إلي ممارسات عملية تطبيقية واختبار المفاهيم النظرية في ضوء المواقف الواقعية، أي يعمل علي مشاركة الطالب في بيئة العمل الواقعية، وبالتالي يكسب الطلبة المهارات الحياتية وآليات الاتصال والتواصل الفعال في بيئة العمل وحل المشكلات وغيرها.

يُعد التعليم القائم علي العمل نهجًا جديدًا نسبيًا ويثبت شعبيته بشكل متزايد، ونحن بحاجة ماسة إليه الآن لأنه يساعد في القضاء علي البطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية وزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد المصري، ويعتبر التعليم الفني في أي من دول العالم هو المصدر الرئيس لإمداد سوق العمل بالعمالة الفنية المدربة حرفيًا، والتي تلعب دورًا هامًا في تنمية البلاد، ولذا يمكن التوسع في هذا النمط في مجال التعليم الفني عن طريق عقد بروتكولات ومذاكرات تفاهم بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، والمصانع والشركات العاملة في المجال الصناعي والتجاري والشركات الزراعية، ويكون المردود منها صيانة المدارس مع هيئة الأبنية التعليمية ويقوم طلابها بصناعة المقاعد وصيانة أجهزة الحاسب الآلي مع جهات الاختصاص، وأن يساهموا في صناعة ما تحتاجه المدارس من أجهزة، وكذا التركيز علي الجانب العملي والميكنة الزراعية وغيرها.

هذه الاتفاقيات تتم في إطار كل منطقة تعليمية بما يتناسب مع حجم الشركات والمصانع وعدد الطلاب في كل محافظة من محافظات الجمهورية، وبالتالي تتحول المدارس الفنية إلى وحدات إنتاجية تعليمية تخدم المجتمع والبشر وإتاحة الفرصة للعمالة المصرية لتحسين مستوياتها المهارية والفنية والثقافية وخلق جيل من العمالة المدربة قادر على الالتحاق بسوق العمل مباشرة.

 

*قياتي عاشور، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

 

 

2 تعليقات
  1. شمس ابوخضرة يقول

    موفق دائما بموضوعاتك المميزة… تحياتي لحضرتك…

  2. Ragb يقول

    بالتوفيق يادكتور

رد على Ragb
إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.