كريم صبحي علي يكتب | ثورة 30 يونيو .. ثورة العقول المُستنيرة

0 227

تحُل علينا الأن الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو العظيمة وبذلك يكون قد مر عِقد كامل من الزمان على تلك الثورة المُباركة والتي قام بها الشعب المصري العظيم وقد عِشناها جميعاً بكامل تفاصيلها مُنذ أن إندلعت وإلى أن قامت بتحقيق جميع أهدافها بل وقد لمسنا أيضاً تحقيق كافة نتائجها على أرض الواقع .
وإذا تفكرنا وتدبرنا في ذلك الأمر وبإمعان شديد فسنجد بأن (( ثورة 30 يونيو )) من العام 2013 لم تكُن بدايتها وشرارة إنطلاقها الحقيقية من ذلك التاريخ والوقت تحديداً ولكنها وبالفعل قد بدأت قبل ذلك التاريخ بسنوات كثيرة وعديدة جداً وخصوصاً في تلك السنوات الأخيرة من حُكم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك وجاء ذلك نتيجة لتصاعُد وبروز قادة جماعة الإخوان الإرهابية بكثرة وإنتشار واسع آن ذاك على الساحة السياسية في مصر بالرغم من أنها كانت جماعة محظورة بحُكم القانون المصري في ذلك الوقت ولكنها إستطاعت بأن تنتشر إعلامياً وسياسياً وإجتماعياً في الشارع المصري وكان ذلك بالطبع عن طريق إستغلال عباءة الدين لخداع جزء كبير من الشعب المصري والمعروف عنه بأنه شعب مُتدين ومُسالم بطبعهُ ولكن الحقيقة قد أثبتت وبالدليل القاطع والدامغ بأن الدين الإسلامي العظيم برئ وبعيد كل البُعد تماماً عن الأفكار المسمومة لتلك الجماعة الإرهابية وذلك طبعاً لأن الإسلام دين تسامُح ورحمة ومودة وسلام وبناء وتعمير وخير وتلك الأخلاق الحميدة للدين الإسلامي العظيم تتنافى وتنعكس تماماً مع تلك الجماعة الإرهابية والتي لا تعرف سوى الخراب والدمار وإراقة الدماء وحرق الأخضر واليابس .
وعندما إندلعت ثورة 25 يناير إستطاعت تلك الجماعة الإرهابية أن تعتلي المشهد السياسي بالكامل إلى أن وصلنا إلى ثورة 30 يونيو والتي أطاحت بحُكم تلك الجماعة الإرهابية نهائياً وإلى الأبد ، وإذا نظرنا إلى مطالب ثورة 25 يناير فسنجد بأن أهم مطالبها وشعارتها هو العيش والحرية والعدالة الإجتماعية وقد قامت ثورة 25 يناير في الأساس للتخلص من الطبقة الحاكمة والتي كانت تحكُم مصر في ذلك الوقت نتيجة الفساد والإهمال والذي إنتشر في البلاد آن ذاك ، ولكن إذا نظرنا إلى ثورة 30 يونيو فسنجد بأنها ثورة عارمة قامت من أجل إستعادة الهوية المصرية وكرامة المواطن المصري والتي كانت مُخطتفة ومسروقة ومُهانة في ذلك الوقت من قِبل جماعة الإخوان الإرهابية فكان الشعار الأساسي لملايين الثوار من الشعب المصري العظيم في كافة الميادين هو (( يسقط يسقط حُكم المُرشد )) والمُطالبة بإسقاط حُكم المُرشد في ذلك الوقت لم يكُن يسري فقط على المُرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية ولكنه كان شعاراً وهتافاً واسعاً يُنادي بإسقاط جميع من ينتمي إلى هذا الفِكر الإرهابي المُظلم والذي لا يعرف سوى لغة العنف وسياسة الأرض المحروقة .
وإذا قام المؤرخون بوضع إسم مُناسب لثورة 30 يونيو العظيمة في كُتب التاريخ فأعتقد بأنهم لن يجدوا أنسب من هذا العنوان (( ثورة العقول المُستنيرة )) ليكون توصيف حقيقي وواضح للشعب المصري العظيم والذي رفض بأن تقوم جماعة إرهابية بتغيير ثقافته ومُعتقداته الراسخة في وجدانه لآلاف السنين ولذلك كانت عقول الشعب المصري المُستنيرة هي حائط الدفاع الأول ضد الأفكار الهدامة لتلك الجماعة الإرهابية ، وحفظ الله مصر وشعبها .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.