محمد نبيل يكتب | أحزاب كرتونية

0

أيام قليلة تفصلنا عن الحوار الوطني الذي دعى له السيد الرئيس لبحث عملية الإصلاح السياسي والذي أكد خلال كلمته أنها ربما تكون قد تأخرت وبالتأكيد طرف أصيل في الحوار هم الأحزاب السياسية.
دائما في أي مناقشة يذكر فيها كلمة ” حزب ” نجد دائما الشخص التلقائي الذي يصف جميع الأحزاب الكرتونية رغم انه لم ينضم أو يحاول الانضمام الى حزب او يعرف سبب وجود الأحزاب وأهميتها.
لكن وبكل بساطة إذا كنا نريد ” دولة مدنية حديثة ” فعلينا ان نسعى الى الانضمام لحزب يعبر عن توجهاتنا وقادر على بناء ” بديل مدني وطني ” يصل للحكم لبناء الدولة التي نسعى إليها وهذا دور الأحزاب الطبيعي منذ نشأتها ؛ فإذا كانت الأحزاب كرتونية فهذا بسبب امتناع الكثير من المواطنين عن الانضمام إليها وبنائها لتصبح فاعلة.
بالطبع هناك فشل من الأحزاب في الوصول الى الناخبين لتعريفهم بدور الحزب وأفكاره وهذا ايضا نتيجة الإرث الذي تركه الحزب الوطني الذي شوه فكر المواطنين بدور الحزب الأساسي وللخروج من هذا في رأيي على كل حزب اختيار ايديولوجية سياسية واضحة تعبر عن قاعدته العريضة والاندماج مع الأحزاب الأقرب له فكرا لنصل لمرحلة الفرز الذي يجب أن يتبعه بناء تنظيمي داخلي ثم عرض الرؤية السياسية والافكار للمواطنين لبناء قاعدة شعبية تؤسس حزب قوي يستطيع قيادة البلاد مستقبلا .
لن نصل الى التقدم بدون ديمقراطية سليمة تعبر عن الشعب ولا يوجد أي دولة متقدمة غير ديمقراطية.
اخيرا حكومة الموظفين لا السياسيين سبب رئيسي في الحالة الاقتصادية والسياسية المتردية التي وصلنا إليها بسبب العقلية التي تعود عليها الموظف قبل أن يصبح وزيرا فقد ظل داخل صومعة مغلقة خلال ٣٠ عاما تقل أو تزيد خلال العمل الحكومي نتج عنها عدم الابتكار والاستمرار في الحلول المسكنة المؤقتة التي اوصلتنا الى هنا .
لابد من ضخ دماء جديدة في الحكومة تكون بخلفية سياسية حزبية تستطيع التنبؤ برد فعل أي قرار قبل ان يتخذ سواء كان ذلك داخليا او خارجيا لتجنب كم كبير من الاخطاء.. اذهبوا للأحزاب فلديها البديل .

* محمد نبيل عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.