علي هلال يكتب | الحوار الوطني .. بين الأمل واليأس

0 679

كلمات قد تبدو قاسية على البعض وقد تكون نقطة أمل للبعض الآخر، في ظل دعوة القيادة السياسية لكل أطراف المُجتمع للحوار الوطني والنقاش حول أولويات أجندة العمل الوطني بما يُلبى مصلحة الوطن والمواطن، ولكن، لماذا الدعوة للحوار الوطني؟ وهل هو مُجرد رفاهية أم ضرورة حتمية؟ وماذا ننتظر من هذا الحوار؟
مما لا شك فيه أن الدعوة للحوار الوطني هي مُبادرة لخلق الأمل من جديد في كل أركان المُجتمع وتحريك للمياه الراكدة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لكن دعني عزيزي القارئ أقص عليك قصة حياة مواطنان مصريان، الأول منذ نعومة أظافره وهو يسعى للمُشاركة في العمل العام إيمانًا منه بأنه قادر على خدمة أقرانه من الطلاب و يقينًا منه بأنه سيجد ذاته في هذا المسلك، ليُقرر وهو في المرحلة الإابتدائية المُشاركة في انتخابات إتحاد الفصل ليجد تضييق بسبب أن المُرشح أمامه هو نجل الأستاذ فلان، ثم مرت به السنوات ليصبح في المرحلة الثانوية ليقرر إحياء حلمه و يترشح للمرة الثانية في الانتخابات الطلابية ليواجه ذات التضييق و إنما هذه المرة من الإدارة التعليمية التي قامت بشطبه نظرًا لأن المرشح أمامه يمتلك علاقة طيبة مع قيادات الإدارة، ليخرج إلى مُجتمع أكبر و هو الجامعة ليقرر تجديد حلمه في رحلة البحث عن الذات للمرة الثالثة و ذلك من خلال المشاركة في انتخابات الطلاب ليتم شطبه للمرة الثالثة راجعًا ذلك إلى إنه ليس من الطلاب المُقربين إلى جهة الإدارة، ليجد نفسه مُحبطًا فاقدًا للأمل في أن يجد ذاته و يحقق حلمه و يتخذ قرار بعدم المشاركة مرة أخرى. فماذا ننتظر نتاج كل هذه الأفعال الذي واجهها هذا المواطن؟ سأترك الإجابة لك عزيزي القارئ.
ننتقل سويًا إلى قصة المُواطن الثاني والذى منذ صغره أطلقوا عليه (الكسيب) وذلك نظرًا لتميزه بالتجارة، و تنبأ له الجميع بأنه سيكون مُستثمر كبير يومًا ما، ليُقرر فتح مقهى كخطوة أولى في حياته التجارية، ليجد أن أحد أقارب مالك المقهى المجاور له ذو شأن ما، مما نتج عن ذلك توجيه جميع أجهزة الرقابة المحلية لتلاحقه يوميًا بمُخالفات المحليات المُتداولة، حتى اضطر لغلق المقهى و توجه لفتح مصنع ملابس صغير ليكون نواة جديدة تحيى بداخله حلمه الكبير من جديد، ولكن اتت الرياح بما لا تشتهى السفن، ليجد أن منافسه تاجر كبير و أحد مستوردي الملابس الجاهزة من الخارج و قام هذا المُستورد برشوة أحد الموظفين أصحاب النفوس الضعيفة ليُضيق على المُصنع الشاب من اختلاق مشكلات و مخالفات، مما اضطره لغلق مصنعه مُتجهًا بكل أسف للبحث عن فرصة عمل بإحدى الدول الأجنبية، فماذا سيكون نتاج كل هذه الأفعال والتصرفات؟ سأترك الإجابة لك عزيزي القارئ.
خُلاصة القول أن الدعوة للحوار الوطني هي بارقة أمل جديدة أطلقتها القيادة السياسية الحالية لكل من فقد الأمل في تحقيق ذاته داخل مجتمع تفشت به الأمراض المجتمعية و غرست جذورها في عهود الظلام، لتؤكد القيادة السياسية إنها تجعل مصلحة المواطن على رأس أولوياتها بإطلاقها لحوار جاد يهدف إلى ترسيخ قيم الديمُقراطية و العدالة الاجتماعية التي ننشدها جميعًا في الجمهورية الجديدة، و لنتكاتف جميعًا في وطن رفعت القيادة السياسية به شعار أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية، و لنتحد جمعيًا ضد قاتلي الأحلام و أصحاب النفوس الضعيفة، ولنرسخ ونغرس في المُجتمع مبادئ المنافسة الشريفة و تكافؤ الفرص و إطلاق الحريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

* على هلال، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.