مصطفي الحداد يكتب | دكاكين الألقاب الوهمية

0 576

ظاهرة اجتماعية انتشرت كالنار في الهشيم في مجتمع كثر فيه حب التعالى والألقاب. مستهدفه الشباب الباحث عن فرصة لتحقيق ذاته والارتقاء بنفسه، بالتخفي خلف ستار مواقع التواصل الاجتماعى وإيهام الشباب بوظائف مرموقة والقاب براقة لتجذبهم للاشتراك ودفع الرسوم وفي نهاية المطاف يجد المشترك نفسه منتحل لشخصيه ويضع نفسه تحت طائلة القانون.
يلاحظ ان هذه الظاهرة انتشرت وتمادت في الانتشار بعد أحداث يناير ٢٠١١ فكانت البدايه كرنيه بلقب ” ناشط سياسى” وسرعان ما أنتشر هذا الوباء ليصيب مجتمعنا وتظهر القاب أخرى كمستشار تحكيم ومستشار سياسي …. إلخ وذلك في ظل غياب الدور الرقابي للدولة والدور التوعوى والتربوى لأجهزة التنشئة الاجتماعية.
تجدر الإشارة إلى أنه قد تم رصد بعض هذه الإعلانات الموجوده على صفحات السوشيال ميديا لبعض هذه الكيانات الوهمية وجاء نص الإعلان “لو بتحلم تكون عضوًا في أكبر المنظمات الدولية الدبلوماسية .. نفسك تكون محكمًا دبلوماسيًا وتدرس خصائص الدبلوماسية والتفويض .. أنت على بُعد دبلومة واحدة تفصلك عن تحقيق حلمك لو عاوز دبلومة التمثيل التجارى الدبلوماسي والتفويض في العلاقات القنصليه والدبلوماسية على يد مستشارين وخبراء دبلوماسيين بخصم خاص لفترة محدوده وتحصل على الشهادات والاعتمادات التى يحصل عليها الدارس بعد الدبلومه شهاده من المعهد العربي للدراسات التابع لجامعة الدول العربية موثقة من الخارجية المصرية ويجوز توثيقها من أي سفارة برسوم إضافية، شهادة من منظمة العدل الدولية باجتياز الدبلومة وشهادة من النقابة العامة للمحامين باجتياز الدبلومة وشهادة من غرفة المشورة العربية باجتياز الدبلومة و شهادة من الاتحاد الدولي للدراسات الأمنية والاستراتيجية والعلوم السياسية ببريطانيا. وكارنيه بلقب مفوض دبلوماسي خاص صادر من غرفة المشورة العربية وكارنيه بلقب مستشار التحكيم الدولي”. وغير ذالك الكثير والكثير من الإعلانات الجذابة.
استنادًا إلى ما سبق يكون من البديهى وجود تصارع من مرضى النفوس ومحبي الألقاب ومحبي التعالى والباحثين عن الوصول السهل على الاشتراك ودفع المبالغ الزهيدة لحصاد هذه الألقاب.
لا يفوتنا أن ننوه أيضًا عن انتشار مايسمى بالدكتوراه الفخرية وسفير النوايا الحسنة لا ننكر وجود الدكتوراه الفخرية ولكن تمنح مِن مَن ولمِن؟ فهي تمنح من مؤسسة حكومية معروفة تمنحها للمبدعين والبنائين ولمن اضافوا للبشرية وخلدوا تاريخًا مليء بالإنجازات.
علاوة على ذالك وجود لقب وزير مفوض او سفير مفوض وتلك هى الطامة الكبرى فتلك الالقاب تساعد منتحلها في النصب والاحتيال على المواطنين زاعمًا قدرته على توظيفهم أو تنصيبهم في هيئات دبلوماسية ويحصد مقابل ذلك الأموال.
في نهاية الأمر ندعو أجهزة التنشئة الاجتماعية لتكثيف جهودها للتوعية ضد هذه الظاهرة المنتشرة والحث على الجد والاجتهاد وعدم البحث عن الطريق السهل حتى لو مخالف للمبادئ والقيم والقانون. وهذه لا يغنى عن أهمية دور الدوله الرقابي والتشريعي للقضاء على هذه الظاهرة للحفاظ على أمن واستقرار البلاد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.