مينا راشد يكتب | تربية منصات التواصل

0 366

فى ظل انشغال الأباء والمعلمين فى هموم الحياة ولقمة العيش أصبحنا تحت رحمة وثقافة وتربية منصات التواصل وبالأخص صغار السن والشباب حيث يبدأ الآباء والأمهات بترك الاطفال للعب على الهواتف بالألعاب المبهرة ذات الألوان المبهجة هربًا من البكاء والتصرفات المزعجة وانشغالهم بها، حتى يقوم الاباء والأمهات بواجبتهم الأخرى فى أمور المنزل وواجبات العمل ويستسلم صغار السن إلى فخ مقاطع الفيديوهات الملفتة أو الكارتون أو الألعاب ذات الألوان المبهجة وتدريجيًا يتعلق بها وبأحداثها ومع الوقت يتعلم كيف يصل لمواقع جديدة ثم ينتقل إلى ما هو أخطر وإلى أمور قد تكون أكبر من سنه وعقلة أن يدركها وقد تكون أمور حكرًا على الكبار.
كل هذا فى غياب تام من الآباء والأمهات حتى يتشكل وعى تلك الصغار حتى يصبح شابًا تشكل فكره وثقافته ومعتقداته بما تم مشاهدته وما تم توجيه من خلال أحداث تلك الألعاب أو الفيديوهات أو غيرها وأصبح الأطفال والشباب تحت رحمة وثقافة وتربية منصات التواصل.
من هنا يأتي الفكر الشعبوي بين أبناء المجتمع الواحد والثقافة الواحدة فى غياب تام عن الوعى والرقابة على ما تم تكوينه لشخصية أبنائنا من تلك المنصات وهذا يضعنا فى مأزق أخلاقى فيما نراه يوميًا من عنف مجتمعي ومن تراشق بالألفاظ لاختلاف الأفكار على منصات التواصل المختلفة، وهذا يجعلنا أمام مسؤولية كبيرة تجاه أبنائنا وتشكيل وعيهم من الصغر ونشر فكر أن للحرية حدودًا ولا يجب الإساءة للآخرين لمجرد اختلاف الآراء أو الأفكار والأمر لا يحتاج فحسب إلى سن قوانين وقيود وقواعد بل يحتاج إلى رقابة ووعى من الآباء لأبنائهم لأن التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.