نجم الدليمي يكتب | رؤية مستقبلية حول العالم اليوم وغدًا

0 146

هناك حقائق موضوعية وواقعية وملموسة حول واقع وافاق عالمنا المعاصر وهي :؛
هناك حقائق موضوعية وهي ::
الحقيقة الموضوعية الاولى — لقد انتهى عصر القطب الواحد، القطب الاميركي الذي امتد من عام 1991–2007. عاش عالمنا وشعوبنا تحت هيمنة ونفوذ الامبريالية الاميركية وحلفائها وتم تكريس التخلف والتبعية والفوضى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والامنية والعسكرية للشعوب والاستحواذ على ثروات هذه الشعوب، ومنها اشعال الحروب غير العادلة وتحت غطاء مايسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية والربيع اللاعربي، والثورات الملونة، ومحاولة تقويض الانظمة الوطنية والتقدمية واليسارية في بلدان اوربا والبلدان النامية ومنها يوغسلافيا، الشعب الليبي ، الشعب السوري، الشعب اليمني، الافغاني، والشعب العراقي نجوا في بعض الاهداف وفشلوا في في البعض الاخر من الاهداف غير العادلة والغير مشروعة، وادخلوا شعوب هذه البلدان في دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني…. ناهيك عن الخسائر البشرية والمادية لهذه الشعوب.

الحقيقة الموضوعية الثانية — ان ما تم ذكره وخلال المدة الزمنية المذكورة أعلاه اصبح العالم وشعوبه تعاني من قهر وضلم واستغلال بشع من قبل القطب الواحد واصبح هذا القطب غير مالوف وشاذ وبالتالي اصبحت الضرورة الموضوعية لوجود توازن دولي، وظهور نظام التعددية القطبية واليوم عالمنا المعاصر يعيش نظام تعددية الاقطاب منذ عام 2007 ولغاية اليوم. ان هذا النظام الجديد يحضى بدعم واسناد حقيقي وفعلي من قبل شعوب العالم المحبة للسلام والتواقة للتعايش السلمي، وان منظمة شنغهاي للتعاون يمكن ان تشكل القطب الجديد في الميدان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والعسكري.. لنصرة الشعوب الفقيرة. وهذه المنظمة لها مستقبل واعد في كافة المجالات و تشكل وزن سكاني اكثر من 3،5 مليار نسمة، وتشكل اكثر من 25 بالمئة من تحقيق الناتج المحلي الاجمالي العالمي وكما تشكل قوة عسكرية واقعية وخاصة روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية والهند….، وهناك عدد كبير من الدول ترغب الانظمام لهذه المنظمة الدولية، منظمة شنغهاي للتعاون. ان هذه المنظمة سوف تعمل وفي كامل المجالات على تقليص النفوذ الاميركي على الصعيد العالمي وخاصة في الميدان الاقتصادى والمالي حيث يتم التعامل في العلاقات التجارية بين اعضاء هذه المنظمة بدون عملة الدولار الأمريكي وفي المستقبل يمكن ان تظهر لهذه المنظمة الدولية عملة نقدية واحدة ولا يتم التعامل في الدولار الأمريكي وهذه اكبر ضربة اقتصادية ومالية للولايات المتحدة الأمريكية وسوف تخلق ازمة اقتصادية ومالية وتجارية وسياسية للولايات المتحدة الأمريكية. ان هذه المنظمة الدولية تظم في عضويتها دول تملك السلاح النووي ومنها روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية والهند وباكستان، والشيئ الجديد في تطور هذه المنظمة الدولية هي رغبة دخول عدد كبير من الدول ومنها: العربية السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وتركيا اي اغلب دول الشرق الأوسط وهذا الدول لها وزن نوعي ملموس بخصوص امتلاكها للثروات الطبيعية النفط الغاز…… ان من احد اهداف هذه المنظمة الدولية، منظمة شنغهاي للتعاون هي الاستقلالية وغياب الهيمنة والاستحواذ على ثروات الشعوبو وتعاون اقتصادي بين اعضاء هذه المنظمة يقوم على أساس مبدأ المساواة والنفع المتبادل والمصلحة المشتركة وكما من اهدافها الاخرى هو مكافحة الإرهاب الدولي وبكل اشكاله السياسي والاقتصادي والامني….، نعتقد ان هذه المنظمة الدولية، منظمة شنغهاي للتعاون تشكل الاساس المبدئي والموضوعي لقيام وترسيخ قطب جديد يخدم مصالح الشعوب وينهي عصر احادية القطب المتوحش.

الحقيقة الموضوعية الثالثة — معروف ان الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها سوف يعملون وبكل الامكانيات المتاحة لديهم على عرقلة عمل ونشاط هذه المنظمة الدولية الجديدة وهي منظمة شنغهاي للتعاون لانها تشكل المنافس والمعارض الرئيس لنهج الولايات المتحدة الأمريكية في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية…. ،ان الولايات المتحدة عارضت وتعارض عمل منظمة شنغهاي للتعاون لانها تشكل القطب الرئيس المعارض لها في كافة المجالات المختلفة ، وان دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا هي من تعارض عمل ونشاط منظمة شنغهاي للتعاون وان اوربا، دول الاتحاد الأوروبي من حيث المبدأ اصبحت شبه مستعمرة وتابعة للولايات المتحدة الأمريكية وهي تنفذ جميع القرارات التي تريدها اميركا وفقدت دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا عملياً استقلالها السياسي والاقتصادي والعسكري والامني وهذا الواقع لا يمكن انكاره، التأييد الكامل لسيناريوهات اميركا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الحرب الاوكرانية ضد الدونباس وروسيا الاتحادية…. امثلة حية وملموسة على التأييد الكامل لنهج الامبريالية الاميركية. ان الادارة الامريكية تعتبر منظمة شنغهاي للتعاون تشكل خطراً جدياً عليها وخاصة
جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية بالدرجة الأولى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.