عبد الغني الحايس يكتب | أطفالنا مستقبلنا
أسعدني جدًا لقاء سيادة الرئيس بالكاتبة سماح أبو بكر عزت، المتخصصة في أدب الأطفال ولها باع كبير فى الكتابة للأطفال وحصلت على جوائز عالمية وعربية ومحلية، وتدرس من قصصها فى المدارس بمصر والإمارات. وحرصها على الأدب الوطنى من خلال مشروعها حياة وكريمة وهي مستوحاة من مبادرة حياة كريمة والتى تعرض بشكل واقعي وحقيقى انجازات تلك المبادرة وأهميتها فى تشكيل فى وعى أطفالنا بشكل إيجابي.
يؤكد اللقاء حرص القيادة السياسية على الاهتمام بالأطفال، وتدعيم خطط مصر فى التنمية المستدامة 2030 لتحقيق المستقبل المنشود والنهضة لجمهوريتنا الجديدة. يجب الاستفادة من الإرث الكبير الذي قام به مبدعون كثر فى مصر الحبيبة فى الكتابة لأدب الأطفال من شعر ومسرح وقصة وسير ذاتية وخيال علمى وقصص دينية وتاريخية وغيرها من الفروع المختلفة والتى كانت موجهة إلى أطفالنا. حيث قامت جامعة حلوان بعمل توثيق دقيق وألفت موسوعة تضم كتاب أدب الأطفال فى مصر فى الفترة من 1870 الى 2018 شملت كل المبدعين من كتابنا لأدب الأطفال وشملت مؤلفاتهم وفهرستها. لذا يجب علينا مراجعة تلك الموسوعة واعادة طرح تلك المؤلفات مع احترام الملكية الفكرية لهؤلاء المؤلفين ودور النشر الخاص بكل مؤلف.
مصر زاخرة بالمبدعين والذين تركوا تراث كبير تربى علية أجيال وأجيال وما زلنا وندين لهم بالفضل ونقدم لهم جزيل التقدير منهم على سبيل المثال لا الحصر الاساتذة يعقوب الشارونى رائد وعميد كتاب أدب الاطفال وعبد الفتاح يوسف ومجدي صابر وملاك لوقا وهديل غنيم وفاطمة المعدول وغيرهم المئات الذي يجب العودة لطرح أعمالهم. والاستفادة من حصر الموسوعة.
يجب وسط حرص القيادة السياسية على الاهتمام بالنشء، أن تتكاتف الأدوار وتتحد فى عملية البناء السليم للطفل حتى ما قبل المدرسة هناك دور للحضانة. فالاستثمار في الطفل هو اهم وأغلى استثمار لا يجب التهاون ولا التقصير فى توفير البيئة الصحية لنشئته وتهيئته وتنمية قدراته الإبداعية. يجب ان نشيد بدور السيدة انتصار السيسى ورعايتها لجائزة المبدع الصغير، فعلى المستوى الشخصي رأيت كيف تفانت عاليا ابنتى فى عملية اعداد قصص قصيرة للتقدم بها فى المسابقة ومدى اهتمامها بكل تفاصيل مؤلفها واكيد ذلك انعكس ايجابيا على كل الاطفال التى تقدمت للمسابقة بكل فروعها المختلفة، هكذا نستطيع اكتشاف القدرة الإبداعية لأطفالنا وتنمية مواهبهم ورعايتها ومدى التحفيز الذي دخل إلى وجدانهم.
وعلى الأسرة دور كبير فى توفير القصص والمؤلفات والمجلات لأطفالهم، وقراءتها لهم حتى ينجذبوا إلى طلب العلم والمعرفة والتثقيف وخلق شخصياتهم المستقبلية، فالأسرة النواة الأولى فى عملية بناء الأطفال.
ثم تأتى المدرسة فى الإهتمام بحصص الأنشطة المختلفة ومعرفة رغبات وميول الأطفال من أجل تنميتها ورعايتها فمنهم فنان وشاعر وكاتب وروائى وقاص وطبيب ومهندس …إلخ. ولا ننسى أن طفل اليوم يختلف عن جيلنا فهو يجيد التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الإجتماعى المختلفة فلابد من احترام ذكائة والعمل على استغلال معرفتة بالتكنولوجيا فى طرح وسائل تعليمية يستفيد منها وتغذى أفكاره وتنمى ذكائه وتحقق له الشغف. وتحميه من الألعاب الإليكترونية التى تؤثر سلبا على تفكيرة وكذلك حمايتة من الإستغلال الخاطىء لمواقع التواصل الإجتماعى.
هناك دور كبير على الدولة بتوفير مكتبات داخل الأحياء والقرى بل فى كل ربوع الوطن وداخل المدارس وتوفير المطبوعات داخلها وان تكون حصةالمكتبه وحصص الأنشطة مقدسة لها اهميتها فى تبادل الحوار مع أطفالنا. تطوير قصور الثقافة واعادة مسرح الطفل والإهتمام بة فالمسرح هو القناة الأولى للابداع وافراغ شحنات انفعالاته وتحويلها الى طاقة إيجابية. واحتضان المبدعين من مؤلفى أدب الاطفال ورعايتهم ماديا بطباعة مؤلفاتهم الثرية. واقامة معارض فى كل محافظات مصر فاليوم كان افتتاح معرض فيصل الرمضانى للكتاب وشاهدت فرحة واقبال الاطفال مع أسرهم وهم يتجولون على كل الانشطة المقامة على هامش المعرض وسط فرحتهم بالمشاركة.
كذلك لدور النشر الخاصة دور كبير في رعاية تلك المواهب بطابعة أعمالهم وترويجها. واثراء مكتبة الطفل وإعادة طباعة مؤلفات مؤلفينا الكبار مرة اخرى وطرحها مع احتضان المبدعين الجدد بنشر أعمالهم. لذا يجب أن تتكاتف كل الجهود فى عملية البناء والاستثمار فى اطفالنا ضد أى اختراق فكرى وزيادة وعيهم وحسهم الوطنى وتنمية مهاراتهم وهوياتهم وتحقق لهم سلامة النشأة من أجل مستقبل أفضل لمصرنا الحبيبة. فأطفالنا هم مستقبلنا.
* عبد الغنى الحايس، مساعد رئيس حزب العدل للتواصل السياسي.