غدير منصور تكتب | كوارث تغير المناخ في مصر

0

في صيف 2021 نسبة إنتاجية محاصيل كتير تراجعت، بنسب تعدت الـ50% ووصلت لـ80% في محاصيل إنتاجياتها كبيرة في مصر، زي الزيتون، اللي مصر كانت في 2019 من أكبر مصدريه في العالم (1). وتضرُّر المحاصيل ده اتكرر كذا مرة في السنوات اللي فاتت ومتوقع إن الخسائر الشديدة دي تتكرر في المستقبل.

الزراعة في مصر عرضة لمشاكل كتير من تأثير الحرارة الشديدة على صحة النبات وعلى الآفات الزراعية اللي بتأثر بشكل متراكم خلال السنين على محاصيل مختلفة (2). غير أنه الزراعة مهددة في الدلتا بسبب زيادة ملوحة التربة الناتجة عن ارتفاع سطح البحر اللي بيسبب زيادة تسرب المياه المالحة للمياه الأرضية. وده غير بيضغط على العاملين في القطاعات الزراعية والمعتمدة على المنتجات دي، متوقع أنه يكون سبب لزيادة أسعار الغذاء بحوالي 26% في 2030 كمان 8 سنين (3).

في 2016 دمرت السيول بيوت وخدمات وبنية تحتية في مدينة رأس غارب، ومات بسبب السيول 13 من سكان المدينة، وسببت صدمة للمدينة ⁴. وفي 2010 سببت السيول في الصعيد والبحر الأحمر وسيناء تشريد آلاف السكان وخسائر حوالي 25 مليون دولار. وفي 2004 سبب تغير مسارات الرياح موجة غير مسبوقة من الجراد من اكتر من 50 سنة (4).

دلتا الأنهار من أكتر الأماكن المهددة بارتفاع سطح البحر، وغرق أجزاء من دلتا النيل متوقع، بتوقعات مختلفة. ومن التقارير اللي مصر بتقدمها للجنة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، توقع بإن ارتفاع سطح البحر بنص متر بس هيسبب غرق نص مليون فدان من الأراضي الزراعية ⁶. وحسب دراسة تانية، إنه ممكن توصل درجة فقد الأراضي في الدلتا لحد 17% وتهجير الملايين (5).

إلى جانب التأثيرات اللي فاتت اللي بشكل مباشر بتضر بحياة البشر، تأثيرات تانية بتضر بالنظلم الطبيعي الموجود، سواء في البحر الأحمر ونظام الشعب المرجانية، أو البحيرات الشمالية والنظم الداعمة للطيور المهاجرة أو النظام البيئي في المحميات الطبيعية في المناطق الجبلية زي في جنوب سيناء (6).

كوارث تلوث البيئة في مصر زي تلوث الهواء بالانبعاثات أو تلوث المياه والتربة أقدم من كوارث تغير المناخ، وتوقعها ورصد مسبباتها أسهل ومباشر أكتر. رغم ده مشاكل زي تلوث الهواء مستمرة في كتير من مدننا. فازاي هيتعامل النظام المصري مع كوارث المناخ المتزايدة والأكثر تعقيداً؟ وازاي ده هيزود معاناة كتير مننا؟

واضح أن تأثير تغير المناخ لا هو بعيد عن مصر ولا بعيد عن زماننا. ومع استضافة مصر لقمة المناخ نوفمبر 2022 مهم نتكلم عن سياسات النظام المصري المتعلقة بانبعاثات الكربون والحد من أو التكيف مع التغير المناخي.

كل شهر خلال 2022 هنتكلم في أحد الموضوعات. هنتكلم عن الآثار الحالية والقريبة لتغير المناخ وازاي بيأثر على توفر الغذاء وعلى الأماكن المتوقع غرقها في الدلتا والسواحل. هنحلل تعارض ركائز النظام الرأسمالي من الاعتماد على السوق الحر والنمو الاقتصادي المستمر، مع إمكانية تقليل الانبعاثات والحد من تغير المناخ. هنحلل كمان تضارب مصالح النظام الرأسمالي في مصر مع الحد من تغير المناخ، وموقف مصر في التفاوض مع الدول الكبرى، وطريقة تعامل النظام المصري مع التمويل المتعلق بالتغير المناخي. وأخيرًا هنحلل خطط المناخ اللي بيقدمها النظام المصري وحدود إمكانياتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.