عبد الغني الحايس يكتب | سلامًا إلى ستنا مريم في عيدها

0

السيدة مريم العذراء البتول القديسة الطاهرة النقية أم النور، منحها القرآن الكريم تشريفا وتبجيلًا، وتوجد سورة في كتاب الله الكريم باسمها المبارك، كما ورد ذكرها في سورة أل عمران والنساء والتحريم وفى أحاديث النبي الكريم وسنتة الشريفة.
قد ذكر في القرآن الكريم قصتها من ولادتها ونشأتها وبشارتها بالسيد المسيح علية السلام حتى ولادتها، ورحلتها المقدسة الى أرض مصر المباركة.
قال تعالى في محكم كتابة في سورة آل عمران : {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (48)} .
تحدثت سورة مريم عن حمل مريم بعيسى عليه السلام، وابتعادها عن أهلها واثناء وحدتها أرسل الله لها جبريل عليه السلام، فتمثل لها بشرا سويا، وقال لها بأنه رسول من عند الله ليهبها غلاما زكيا سيعلمه الله الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ، فاستغربت وسألت عن كيفية إنجابها الولد وهي الفتاة العذراء العفيفة ولم تكن ابدا بغيا، فأخبرها أن هذا أمر الله ونفخ جبريل فيها فحملت بعيسى ووضعته تحت نخلة وقال لها هزى اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا، وقال لها كلى واشربي وقرى عينا وامرها بالصيام عن الكلام وحملت ابنها وذهبت إلى قومها ففوجئوا بابنها، ولما سألوها عنه، أشارت إليه، فتعجبوا وبلغت دهشتهم ذروتها وهم يقولون كيف نكلم من في المهد صبيا .وعندما سمعوه يتكلم ويقدم نفسه إليهم ويخبرهم أنه عبد الله، وأنه سيكون نبيا.
قال الله في كتابة الكريم في سورة مريم (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿30﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿31﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿32﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿33﴾)
فسيدتنا مريم الطاهرة العفيفة ام المسيح علية الصلاة والسلام وأطهر نساء الأرض وقد اصطفاها الله على نساء العالمين فهي عنوان الطهر والصون والعفاف، وهي من بشرها الله بكلمة منه ستظل الى أبد الدهر في القلوب الصديقة والقديسة القانتة العابدة أجمع المسلمين والمسيحيين على محبتها وازدادوا شرفًا بإطلاق اسمها على بناتهم بركة ومحبة لها.
يكفينا شرفًا في مصرنا الحبيبة ان باركت أرضنا بزياتها المقدسة هربا من الظلم والطغيان وأصبح مسار العائلة المقدسة مزارا تقصده النفوس مشتاقة الى كل خطى ومكان اقاموا فيه، ونشكر الحكومة على إحياء مسار العائلة المقدسة في كل ربوع الوطن وفى كل مكان باركوه بقدومهم الية وقد قال السيد المسيح علية الصلاة والسلام في مصر وللمصريين (مبارك شعب مصر) كما قال الرسول الكريم علية الصلاة والسلام (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين). ستظل مصر ارض الكنانة وموطأ أقدام الأنبياء واحة الخير والمحبة والألفة التي تجمع بين أبناء شعبها مسلمين ومسيحين. فسلامًا عليك يا خير نساء العالمين وسلامًا على عيسى ومحمد وكل أنبياء الله.
وكل عام وكل لحظة ونحن جميعا بخير ونحتفل دائمًا وأبدًا بذكرى القديسة العفيفة البتول مريم العذراء سيدة نساء العالمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.