عبد الغني الحايس يكتب | أكتوبر .. انتصار الإرادة المصرية
أصابت المصريين الصدمة بعد نكسة 1967 .والتى من نتيجتهاخسارة سيناء والخسائر العسكرية الفادحة فى الافراد والمعدات نتج عن ذلك ضعف الروح المعنوية . كان من الضروري إعادة تنظيم وتسليح وتدريب القوات المسلحة وإعادة الثقة للمقاتلين في أنفسهم وقادتهم وسلاحهم لتحرير الأرض. وعودة الوعى والثقة فى قلوب المصريين لتجاوز تلك النكسة واضرارها .
وكانت حرب الاستنزاف هى الطريق الى نصر اكتوبر لما تم فيها من عمليات فدائية عظيمة, واعادة تنظيم للقوات المصرية ورفع كفائتها القتالية. وانتظر الجميع لحظة الحسم لكتابة الإنتصار وعودة الأرض والثأر من العدو الإسرائيلى .
وقد تكبد العدو خسائر كبيرة طوال حرب الإستنزاف جعلتة لا يهدأ ولا يستريح، ويجزم ان المصريين عازمون على استرداد الارض مهما كانت التضحيات.
سطر التاريخ لنا بحروف من نور أروع الامثلة فى التضحية والفداء بالروح والدم فى سبيل الوطن, من ابطال كان كل ما يشغلهم هو حب الوطن .
خلقت الهزيمة قوة جبارة وتضحية عند كل أفراد الشعب المصرى بدون استثناء .الشعب الذى تحمل الكثير من اجل اعادة تسليح الجيش،والتدريب وامتلك العزيمة والإرادة والتصميم على خوض معركة جديدة لإستراد الأرض المسلوبة .
كانت اسرائيل تتباهى بقدرتها العسكرية،وانها قوة لا تقهر،وأن العرب انتهت بعد تلك النكسة المدوية،بالغت اسرائيل فى كبريائها،وزادت فى تحصيناتها،وأقامت خط باليف الحصين،وانها خرجت من حروبها ضد العرب ومصر منتصرة فى 1948 و1956 و1967 فزادت فى غرورها وغطرستها .
تناست ان معركة رأس العش تدل على أن المصريين لا يتركون ثأرهم وسيحصلون يوما ما على مبتغاهم .
كانت الضغوط على القيادة السياسية كبيرة،وكل عام يعلن انه عام الحسم ولا يحدث شىء والجميع يعيش فى حالة لاسلم لا حرب ،وخرج العمال والطلاب والشعب ينادى متى نحارب،وفى الجانب الأخر يجرى الإستعداد على خطة المعركة، ووسط خطة خداع استراتيجى عظيمة تحملت القيادة السياسية وقيادات الجيش كل انواع النقد والسخرية ولم يفصحوا عن خطتهم حتى كانت لحظة الحسم .
الساعة 2 الظهر كان العالم على موعد مع تاريخ جديد،وانتكاسة اسرائيلية كبيرة .
المصريون يعبرون القناة،ويرفعون العلم المصرى على الضفة المواجهة من القناة يعبرون حقول الألغام بعدما أفسدوا انابيب النبالم ، ويدكون النقط الحصينة فى خط بارليف زعموا انه لا يعبر وتم ازالة خط بارليف وجيشنا الباسل الان فى سيناء .
وسط هتافات الله اكبر قدم الجيش المصرى بكل أفرادة اروع أمثلة البطولة والفداء والتضحية فى سبيل رفعه الوطن وكرامتة .
لقد قرأت عشرات الكتب التى تروى عن قصص البطولة لجنود وضباط وافراد من الشعب ضحوا بدمائهم الذكية وأرواحهم فداء لوطن نعشقة ونحمى عرينه .وصدق الرئيس السادات عندما قال اليوم أصبح للوطن درعا وسيف .
كل جبهات الشعب المصرى تشابكت وتناغمت لترسم لوحة رائعة ومثيرة فى انكار الذات والتضحية والفداء فى معركة سيظل يذكرها التاريخ الى نهاية الحياة .
علينا أن نعلم أولادنا واطفالنا فى المدارس والجامعات دروس البطولة وكيف رويت أرضنا الطيبة الطاهرة بدماء شهدائنا لحماية الوطن ارضا وشعبا .
علينا ان نعلمهم أنه لولا نصر أكتوبر ما كان السلام وما عادت الأرض .
عليهم ان يفتخروا بجيشهم وبمصريتهم فقد أثبت حرب أكتوبر مدى براعة الجندى المصرى،وقدرة قادته على التخطيط السليم للوصول الى الهدف المنشود .
لقد عادت كامل أرضيينا اليوم ،واصبح التعمير فى كل شبر من أرض سيناء فى ظل جمهوريتنا الجديدة وهذا عبور أخر لا يقل شرفا عن عبور 1973.
فبعد ثورة 30يونيو كانت سيناء مرتع للإرهابيين والخونة،ولكنهم للأسف منا ويعيشون بيننا ويلتحفون بسمائنا،ولكنهم خانوا الوطن وغدوا بالمواطنيين واستحلوا دمائهم .
فكانت معركة الجيش ضد الغدر والخيانة ومع عدو ليس معلوم لايملك الإ الخسة والغدر من مصريين يعشون على أرضة ويلتحفون بسمائة وينعمون بأمنة ويسعون الى تقويض الوطن ومحاربة ابنائة نصرا لجماعتهم وليس حبا فى وطن يعيش فينا ونعيش فية وهم يدعون الفضيلة وهم خائنون ارهابيون . ،ولكن ببسالة الجيش والشرطة المصرية وتعاون أفراد الشعب المخلصيين تحررت سيناء من رجسهم وخيانتهم .
وبدأنا معركة التعمير والبناء اقامة شبكات من الطرق والمدن السكنية والصناعية والفندقية ،هناك حياة تدب فى كل شبر من ارضها .
اليوم فقط نترحم على شهدائنا بعدما نشاهد كل الخير على أرضنا الطيبة الطاهرة التى رويت بدماء أبنائها الأبرار .
رحم الله كل شهدائنا ومصر فى تقدم ورقى بفضل الله ووحدتنا وتكاتفنا .
وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر