تحية إلى أجدادنا من العمال المصريين الذين قاموا بحفر قناة السويس منذ بدأ أعمال الحفر بها فى عام 1859 حتى انتهائها وإفتتاحها بعد عشر سنوات فى 17 نوفمبر عام 1869. وقد تم حفر 165 كم بعرض 190 متراً وعمق 58 قدماً واستخراج 74 مليون متر مكعب من الرمال بواسطة مليون عامل وفلاح مصري كانوا يعملون بالسخرة وتحت أسوأ الظروف ،فى الوقت الذى كان عدد سكان مصر أصلاً أقل من 4 ملايين نسمة ،وقد مات أكثر من 120 ألف مصرى فى أثناء الحفر بسبب الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة. ومعظمهم لم يستدل على جثمانه ودفن فى الصحراء أو غرقًا تحت مياه القناة، مائة وعشرون ألفا من المصريين ماتوا ولم يحتفل بذكراهم أحد، ولم يخلد تاريخهم فيلمًا سينيمائيًا ولا مسلسلًا تليفزيونيًا؟
ولم ينل شهداء قناة السويس أى تعويضات مالية تناسب حجم تضحياتهم، بينما حصل البعض على كل الأضواء والمغانم التى أنتجتها أرواح من دفنتهم رمال الصحراء وجرفت بقاياهم مياه البحار؟
بعد مرور أكثر من قرن ونصف نوجه التحية إلى أولئك البسطاء والفقراء الذين لاقوا الأمرين وواجهوا الأهوال من أجل أن يجعلوا المستقبل أفضل.
