إيمان الوراقي تكتب | الذكاء الاصطناعي والشأن السياسي

0

تحول استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في السياسة، يشبه الضوء الساطع الذي ينبعث منعتمة الجهل، يضيء الطريق للتقدم والتغيير، كمايشبه الذكاء الاصطناعي قلماً سحرياً يرسم خرائطمستقبلية دقيقة، يحوّل السياسة من كونها مجردصورة شاحبة إلى لوحة فنية ملونة تستحق الإعجاب والاكتشاف. ولذا ليس بغريب أن يلتفت العالم بأكمله إلى الذكاء الاصطناعي كوسيلة فعالة لتحويل وتطوير عملية صنع القرار السياسي، قفزة مهمة تتيح للبشرية مستقبلاً يكتنفه الذكاء والتفوق.. لنرفع الستار عن هذه الثورة السياسية المبهرة، ونستعرض كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصنع فارقًا حقيقيًا في الشأن السياسي.
مع تزايد حجم البيانات المتاحة في العالم اليوم،أصبح من الضروري الاستفادة من الذكاءالاصطناعي لتحليل هذه البيانات واستخلاص المعلومات القيمة منها. وفقًا للتقديرات، يتم إنشاء أكثر من 2.5 كيلوبايت منالبيانات كل ثانية، وإجمالي حجم البيانات العالميةيتجاوز الزيتابايت (مليار غيغابايت) يوميًا، يمكنللذكاء الاصطناعي أن يحلل هذه البيانات بطرق غيرممكنة للبشر، يستخلص منها الاتجاهات والأنماطويقدم رؤى عميقة في الشؤون السياسية.
مع العلم أنه لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة لتحليل البيانات، بل يمكنه أيضًا تقديم توصيات استراتيجية دقيقة للقادة السياسيين على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل سجلات الناخبين وتوقع تفضيلاتهم وسلوكهم السياسي بالإضافة إلى ذلك، يمكنه أيضًا تحليل أنماط الاستخدام والتفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي لفهم المشاعر العامة والرأي العام تجاه القضايا السياسية.
هذه التوصيات المستندة إلى الذكاء الاصطناعييمكن أن تمهد الطريق للقادة السياسيين نحو اتخاذالقرارات الأكثر فاعلية وتأثيرًا. تشير الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيتسبب في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبةتتراوح بين 14٪ و26٪ بحلول عام 2030.
وفقًا لتقرير منظمة الأمم المتحدة، يشير الذكاء الاصطناعي إلى إمكانية إنشاء 58 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2022. وفي عام 2023، بلغت أعداد المشاريع التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في القطاع السياسي أكثر من 1000 مشروع حول العالم.
قد يكون أحد أهم تحديات السياسة هو تحقيق العدالة وتقليل الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق هذه الأهداف، حيث يمكنه تحليل البيانات لتحديد المجموعات الأكثر تضررًا وتوجيه السياسات العامة لتحسين أوضاعهم، على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط التوظيف واكتشاف التحيزات النظامية في عملية التوظيف، مما يساعد على تحقيق تكافؤ الفرص وإنصاف الجميع.
وفقًا لتقرير صادر عن معهد ماكينزي العالمي، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات السياسية من مصادر متعددة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي والتقارير الحكومية والمقابلات الصحفية. ومن خلال هذا التحليل نجد أمثلة ملموسة، يمكننا النظر إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات السياسية. فمن خلال تحليل البيانات الاجتماعية والاقتصادية، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد القضايا الرئيسية التي تهم الشعب وتحتاج إلى اهتمام وتدخل سياسي، وهذا يمكن أن يساعد في تشكيل سياسات عامة تلبي احتياجات الناس وتحقق التنمية المستدامة.
مما سبق يظهر لنا أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد مصطلح فني، بل هو أداة تحويلية قادرة على تغيير السياسة وتعزيزها، إن استخدام الذكاء الاصطناعي في صنع القرارات السياسية يمكن أن يؤدي إلى تحسين الكفاءة والدقة والعدالة في تلك العملية الحيوية. لذا، فإن الاستثمار في تطوير وتبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون من أولويات الدول والمؤسسات السياسية، حيث أنها قادرة على تحقيق تقدم حقيقي ومستدام نحو مستقبل سياسي أفضل للبشرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.