خالد علوكة يكتب | الوجود والعدم لمصطفى محمود (٢-٢)

0 136

نقرأ في ص ٤٥: ( قال الحديث خلق آدم على صورة الرحمن ، ولم يقل على صورة الله او الذات ) فيما حديث اخر ايضا يقول خلق الله آدم على صورته .والاهم باننا صورنا الله على شكل ما وليست نحن في صورة من ذات الله . لان لله صورة محض ، اما الكائنات والاشياء الاخرى فتتالف جميعا من الصورة والمادة معا كما يقول جون دونس سكوت ت 1265م.
ونقرأ للمؤلف ص47 (في قوله ان الله هو الاول والاخر والظاهر والباطن ، بانه لم يكن اولا ليصبح آخراً أو كان باطنا ثم أصبح ظاهراً بل هو الاول والاخر والظاهر والباطن في ذات ألآن دونما استحالة في اجتماع الضدين ) ومما يذكر ان الالوهية تجمع الضدين اي فيها الليل والنهار والضار والنافع والخير والشر ضمن منطق كلٌية الله في خلق الكون والاشياء لوحده دون اشراك احد في الخلق حتى ملائكته!!.
وص48 نقرأ عن (علاقة الروح والجسد بانها مثال لذات الله في الكون فلا انفصال بين روح الانسان وجسده وكما انه لااتصال بينهما ولايمكن القول بحلول الروح في الجسد ولا اتحادهم به ، فلو كانت روح الانسان متصلة بجسده لنقص جزء منها اذا بتر من الجسم جزء وان الروح لها قيومية على الجسد كما ان لله قيومية على الكون ).وهنا نقف بخاصية الروح بانها ليست مادة بل روح رياح او هواء غير منظور وتنتقل دون ان يحدث لها انقسام و ملامسة للجسد ولاتكون جزء منه وعند فناء الجسد تخرج الروح لامر ربها لتجدد نفسها تحل بمخلوق اخر وغير قابلة للفناء .
وص 51 نقرأ ( كيف كان الخلق على الترتيب ؟ ومن اول مخلوق خلقه الله ؟ يقول العارفون بان اول ماخلق ألاحد خلق الواحد فضرب مثالا للاحدية بالواحدية . فيما قالت الصوفية بان اول ماخلق الله النور وتقول الفلاسفة اول ماخلق الله العقل الاول ).
وص 67 نقرأ وجه مقارنة غريبة بان جعل ابليس في حضرة دائمة الى يوم القيامة ، فلا غرابة ان يجعل لمحمد حضرة دائمة بهذا النور المحمدي باعتبار الحضرة السابقة للنبي كانت حضرة نورانية روحية بمثل ماكانت حضرة ابليس حضرة ظلامية ، باعتبار ان كليهما عبد الله لاتخرجه من عبوديته هذه الديمومة ) ولكم التعقيب بامر من توفاه الله …والى من جعله ليوم ينظرون باقيا !! والله كما عرفنا هو- كل يوم في شأن – !!.
ويذكر ( شطحة صوفية كما يقو المؤلف ( بمثل ماتكون تعلقاتك في الدنيا تكون تعلقاتك في الآخرة ، وعند الصوفية ظهور الله هو عين إختفائه ). وقد لاندرى بإن تعلقنا وعملنا هنا هو الذي يقودنا لهناك.
وص71 نقرأ (بانه هناك تعدد للخالقين ولكن الكل يخلق بقدرة الله واذنه والهامه والله فوقها جميعا ، فاعترف القران بتعدد الخالقين ولكنه قال أن الله أحسنها لانه يخلق بذاته دون حاجة الى الهام وأذن من أحد بينما الاخرين يخلقون من نموذج او تعليم من مادة مخلوقة سلفا ) كالنحات مثلا .
وص 77 يقول ( ان الله لايدخل الى ألاجسام ).وليس هو بجسم مثلنا وكما انه لايتحرك لكنه محرك.فالخالق ليس له بداية حتى تكون له نهاية ثم الفناء فهو خالق كل شئ وخالق العالم له.
ونقرأ ايضا في ذكره حديث قدسي ( عبدى اطعني أجعلك ربانيا تقل للشئ كن فيكون ) ربما اشار بذلك بقدرة سيدنا المسيح بشفائه الاكمة والابرص، ولو توسعنا في ماهية ربانيا او ربما الربوبية لتعطي معاني عدة ومنها قول للشيخ عدى بن مسافرالشامي ت 1075م { للربوبية سر لو ظهرلبطلت النبوة وللنبوة سر لو كشفت لبطل العلم وللعلماء بالله سرلو ظهروه لبطلت الاحكام } وفي معنى اخر للربوبية هو بالايمان بالله وانكار النبوات !! وآخر – هو الايمان بوجود الله المتسامي الذي لايتدخل في حياة البشر – .
وص 83يقفز بنا المؤلف في معنى العبد الرباني عند النفري ت 965م (يحدث ذلك بالاذن الالهي ولايصح ان نخلع عن العبد عبوديته ابدأ انما هو مجرد ارتفاع الى رتبة شرفية من رتب العبودية تتم فيها الخلافة ويصبح العبد فيها خليفة حقا وحاملا لاختام الملك ومنفذا للاوامر باذنه وهذه هي مرتبة العبد الرباني ).قد تصل لما سبق من مفهوم ربانيا لكن اضاف النفرى لها العبد قبل الرباني ليوازى الوصول بالحصول على رتبة شرفية عليا.
ويختم المؤلف ليتحدث عن الصوفية بقوله (مشكلة الصوفي انه فنان الى جانب كونه رجل دين وهو بحكم تكوينه الوجداني شاعر واديب وصاحب خيال وعاشق له نزوات وهو فيلسوف مثل ابن عربي وتبقى كتب الصوفية اشبه بالرسائل الشفرية تخاطب قوم من اهل الاذواق والمواجيد الى خاصتهم ان يفهمون عنهم الاشارات والرموز ).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.