د.عبد الرحمن سرحان يكتب | أيام التحدي والإنجاز

0 818

مر العالم أجمع بأيام عصيبه تعتصر لها القلوب بسبب تفشي مرض لعين أصاب العالم كله، وهو فيرس كورونا المستجد، وقد مرت مصر بهذه الظروف المؤلمة وتصدى رجال من جيوشنا البيضاء للوقوف في مواجهة جحيم هذا المرض لإنقاذ البلاد غير عابئين بما يحدث لهم في هذه المواجهة الشرسة.

إن التحدي الحقيقي الذي واجه العالم بعد انتشار الفيروس القاتل، من نهاية ديسمبر 2019 وحتي الأن، هي التوعية المستمرة بخطورة هذا المرض المستجد وسرعة انتشاره، وقد تصدت الجهات المسؤولة لواجبها في توعيه الناس من خلال وسائل الأعلام والتواصل الاجتماعي إلى اتخاذ كل الاجراءات الاحترازية لتجنب الإصابة بهذا المرض الفتاك؛ وقامت الدولة المصرية برفع درجه الاستعداد من خلال تجهيز المستشفيات بالأمكانيات اللوجستيه اللازمة وإقامة المستشفيات الميدانية في شتى أنحاء الجمهوريه وتأهيل الكوادر الطبية للتعامل مع الحالات المتزايدة والسيطرة علي الوضع الصحي بمصر، إلى أن تم ظهور اللقاح ولم تتوانى الدولة المصرية عن رصد الأموال اللازمه لشراء اللقاح من مصادره المتعدده لتوفره مجانا لحمايه المواطنين علي أراضيها وتم إنشاء مراكز لإعطاء التطعيمات في كل أنحاء الجمهورية (مستشفيات حكومية، وحدات صحيه، قوافل طبية متنقلة بالشوارع، مراكز الشباب والمدارس) لسهوله تلقي اللقاح.

أذكر هنا دور الأطقم الطبية الذي أُطلق عليهم الجيوش البيضاء في الوقوف وجهًا لوجه مع هذا المرض لا يذوقون طعم النوم ولا الراحه من أجل إنقاذ المرضى بالمستشفيات ولم تقتصر المواجهة على أهل التخصص بل شاركت كل التخصصات الطبية والصيادلة والتمريض والفنين والعمال. وكان لهم الفضل الكبير في تخفيف الآلام عن المرضى وإنقاذ حياة الآلاف من جبروت هذا المرض اللعين، وخروجهم سالمين من المستشفيات إلى ذويهم. لقد ضحت الأطقم الطبية بأنفسها في ميادين العمل وفقدنا منهم الكثير من الشهداء، تقبلهم الله بواسع رحمته، ليكون لهم الفضل في عبورنا من أيام من التحدي إلى الإنجاز والنجاح في السيطرة على هذا الوباء اللعين، فكم من دول متقدمة فشلت في مواجهه هذا الفيروس، لكن نحمد الله أن مصر واجهت بقوه في العبور نحو مرحلة أفضل في التعامل مع هذا الفيرس الخطير ولا تزال المجهوات تتواصل من الكوادر الصحية بوزارة الصحة والسكان بتوجيهات القيادة السياسية للسيطرة على وضع الفيروس في مصر.

 

* د.عبد الرحمن سرحان، رئيس لجنه الصحة بحزب الجيل الديمقراطي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.