سعاد عزيز تكتب | طلبات مفرطة أم تهرب مفرط ؟

0

لايبدو إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على إستعداد من أجل التخلي عن رفضه للإستجابة عن الاسئلة التي وجهتها الوکالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إکتشاف مفتشيها لبقايا يورانيوم في ثلاثة مواقع مختلفة، بل وحتى إن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي قد وصف ذلك بقوله إن “مطالب الوكالة (الدولية للطاقة الذرية) من إيران مفرطة”!
کمالوندي الذي إعتبر في تصريحاته أن “أساس مفاوضات الخطة الشاملة للعمل المشترك هو إسقاط التهم الموجهة إلى بلاده، وعدم نشر أخبار مفبركة ووثائق مزعومة ضدها” ورأى بأن “الحظر المفروض على إيران بحجة هذه الذرائع كان يجب أن يلغى خلال مفاوضات فيينا”، الملفت للنظر إن الرئيس الايراني وبمناسبة مرور سنة على تسلمه الرئاسة حذر من أن أي خارطة طريق لاستعادة اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية يجب أن تشمل إنهاء المفتشين الدوليين لتحقيقاتهم حول جزيئات اليورانيوم الاصطناعية التي عثر عليها في مواقع لم يتم الإعلان عنها في البلاد. وهذا يعني بأن طهران عادت للتلويح بالتشدد مجددا وإثارة عقبات بوجه التوصل لإتفاق نهائي وهدا قد جاء بعد أن ساد إعتقاد بأن کل الامور المهمة والعقد الحساسة قد تم إيجاد حلول لها.
عودة النظام الايراني مجددا للتشدد ولاسيما على ماقد إکتشفه المفتشون الدوليون من آثار يورانيوم وسعيها لوصف ذلك بتآمر أو فبرکة أو ماشابه، إنما يدل مجددا على إن ماإکتشفه المفتشون الدوليون يمکن أن يخفي ورائه أسرارا خطيرة يتخوف المسٶولون الايرانيون من البوح بها، خصوصا وإن محادثات فيينا تسعى أساسا الى الحيلولة دون حيازة إيران للأسلحة النووية وإن إکتشاف خلاف ذلك يٶکد مصداقية ماکانت قد أکدت عليه منظمة مجاهدي خلق منذ عام 2002، بأن النظام الايراني يسعى لصناعة القنبلة النووية وإنه مع إتفاق نووي أو من دون إتفاق نووي لن يتخلى عن إنتاج القنبلة النووية.
الملفت للنظر هنا والذي يجب أخذه بنظر الاعتبار، إن الغرب عموما والولايات المتحدة الامريکية خصوصا، وکما تم التأکيد على ذلك، لايمکن أن يغضوا النظر عن هذه المسألة ويستجيبوا لما تطلبه إيران لأن ذلك يعني وبکل وضوح إن إيران تريد أن تتخطى الخط الاحمر الدولي الموضوع أمامها وتفرض مطلب يمکن إعتباره بمثابة منحها ضوئا أخضرا من أجل مواصلة مساعيها السرية من أجل حيازة الاسلحة الذرية.
هذا المطلب لو أصرت إيران على التمسك به فإنه يعني بأن إحتمالات إنهيار محادثات فيينا ستصبح أکثر من واردة ولکن يجب أن نعلم أيضا بأن النظام الايراني معروف أيضا بتنازلاته في اللحظات الاخيرة!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.