عبد الغني الحايس يكتب | يونيو وحلم أم شهيد

0

كانت فترة حكم الإخوان سيئة جدًا، لدرجة جعلتني ألوم نفسي على مشاركتي في ثورة يناير، وأنها كانت سببا في وصولهم الى الحكم. وقتها كتبت مقال حلم أم شهيد، وأنا اتألم على ما وصلنا اليه، وما كنا نحلم به، وقد سردت على لسان والدة الشهيد حلم شباب مصر في جمهورية جديدة، يتصدر فيها الشباب مواقع المسئولية، وأن الثورة نجحت في صنع التغيير المأمول الذي قدمنا فى الغالى والنفيس من شهداء ودماء.
لم أتخيل أبدا بعد ازاحة هؤلاء الجهلاء عن سدنة المسئولية أن تحقق ما فاق أحلامنا وخصوصا ما سردته أم الشهيد لإبنها أن جاء الوقت ليرتاح فى مرقده فقد نجحنا في بناء جمهوريتنا الجديدة.
ما أريده الأن وقبل بدأ جلسات الحوار الوطني، أن يعي المتحاورون كيف كنا؟ وكيف أصبحنا؟ وما تم تقديمة من دماء وشهداء وخصوصا من أبنائنا من القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة الإرهاب البغيض الذي فرضه علينا تلك الجماعة المارقة.
كذلك وضع مصر افريقيا وعربيا ودوليا، والوضع الاقتصادي المتردي جراء الاعتصامات والفوضى والشائعات وعدم توافر الأمن والاستقرار، وتوقف عجلة الإنتاج بشكل شبة كامل، عليهم أن يضعوا صورة الوضع الحقيقى لتلك المرحلة فى اطارها الحقيقى بكل ما فيها من خلل وعطب، وما وصلنا الية الأن من امن واستقرار وتقدم كذلك وضع صورة لتأثر العالم بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها ليس على مصر فقط بل على العالم أجمع.
لقد دعا الرئيس الجميع للحوار الوطني، وهذا امر محمود أن نجلس جميعا لنتناقش ونتفق ونختلف لكن فى النهاية نخرج من هذا الحوار بروشتة لعلاج نواحى القصور والتقصير حتى نخطو للأمام.
نحن لا نتحاور لنلقى باللوم على إخفاق حدث، أو ترتيب أولويات، نحن نتحاور من أجل المستقبل مع الاستفادة من أخطاء الماضي لتفاديها. جميعا يعلم مناطق القصور لكن بصور تختلف الرؤى في تناولها، وهذا ما جئتم لتتفقوا عليه.
هناك من يقول إن الأولوية للتعليم وأخر سيقول الصحة واخر البنية التحيتة كل هذا شيء طيب. كلنا نريد مصر أفضل بلد في الدنيا، ناهضة في التعليم والصحة والاقتصاد ومستوى معيشة المواطن وان يحيا حياة كريمة يتمتع برعاية وطنه ويسعد بالحياة فيها. حتى يتحقق هذا يجب ان ننحى كل خلافاتنا جانبًا، ونتخيل أننا في معركة يدًا واحده وقلب واحد، لا انتهازية ولا تعصب ولا متاجرة وأنا أعى ما أقول لا انتهازية ولا متاجرة.
أن نضع صورة الوضع المتردى وما تم تقديمة لتحسين ذاك الوضع بشكل يجعلك فخور بأن ثورة يونيو صنعت الحلم وبأيد مصرية وعقول وقلوب مصرية وأننا نطمح في مزيد من التقدم. فلا يكفي المقال لسرد جزء يسير مما تم خلال ثمانى سنوات من انجاز ما كان ليتم في مائة عام سابقة.
هناك مدن ذكية جديدة وجارى تنمية الريف المصرى من خلال حياة كريمة، ومشاريع عملاقة في الكهرباء والصرف الصحي ومحطات المعالجة وزراعة ألاف الأفدنة ومشاريع قومية عملاقة تعايش المصريين مع نبتتها حتى صارت واقع ملموس فقد تم القضاء على العشوئيات والأماكن الخطرة وفى الصحة وما تم فيها من تطوير للمستشفيات وبداية تحقيق حلم التأمين الصحى الشامل والقضاء على فيروس سي وغيرها.
فى كل المجالات بدون استثناء هناك انجازات ملموسة فى البنية التحيتة والزراعة والصناعة والتجارة والصحة والثقافة والتعليم وتمكين الشباب والمرأة.
بكل صراحة كل شبر في مصر أصابه التغير، وللإنصاف غالبية مواطنينا أدركوا ذلك التغيير وتعايشوا معه.
عشت كثيرا أتمنى أن يتم طرق باب الريف المصري، اليوم طبطب الرئيس السيسى على 70 مليون مصري عندما أطلق مبادرة حياة كريمة، وأنا أعتبرها كإنجاز العبور أن ينعم أهلى بكل الخدمات التى تقدم لهم الآن ومازالت تجرى على قدم وساق.
أخيرًا أشكر سيادة الرئيس من كل قلبى على أن طبطب على أم الشهيد وحقق كل أحلامها وأحلامنا ليهدأ وليدها في مرقده.
والشكر موصول من 70 مليون مصري لما تحققه لهم حياة كريمة في قرى مصر كلها. وختامًا نطمح في المزيد وأتمنى أن يعى المتحاورون أن مصر لن تتقدم بالخلاف إنما بالحوار البناء من أجل البناء.

* عبد الغنى الحايس، نائب رئيس حزب العدل للتواصل السياسي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.