عمرو نبيل يكتب | “الروح الوطنية” من الملاعب الكروية للآفاق التنموية

0 693

لا أخفي شعور قديم ومستمر بالغيرة السياسية من الساحة الكروية نظراً لما تحظى به من روح وطنية جياشة وشعبية جماهيرية طاغية طالما حلمت أن أرى مثلها في المساحات التنموية للدولة المصرية.

بداية هذا الشعور كانت في أعوام 2006 و2008 و2010 عندما كنت أرى جموع الشعب المصري وقد اعتادت النزول للشوارع والميادين احتفالا بفوز المنتخب المصري بالبطولات الأفريقية، وأثناء تلك الاحتفالات كان واضحاً في وجوه المصريين أنهم يبحثون عن نصر وفخر وطني يفتقدونه على الساحات التنموية سواء التعليم أو الصحة وغيرها.

وفي 2011 ثم في 2013 عادت ذات الجماهير للميادين ولكن هذه المرة بمطالب تنموية وطنية، فكانت الفرحة غامرة بتحول تلك المشاعر الوطنية باتجاه الآفاق التنموية الوطنية، ولكن الغلبة ظلت للملاعب الكروية لكنها ملهمة للآفاق التنموية، خاصة مع انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية 2022 وما فجرته من روح وطنية، والتي جاءت بعد إعلان الجمهورية الجديدة وما سبقها من تدشين الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة والعديد من الإصلاحات التي بدأت في العديد من الساحات التنموية.

فكما انتاب الجماهير المصرية في بداية البطولة الأفريقية شعور بأن إمكانيات اللاعبين المصريين لا تتناسب مع الأداء والنتائج وأن المنتخب يمتلك أكثر، فذات الشعور ينتاب المصريين تجاه ما تملكه مصر من موارد مادية وبشرية لا تتناسب مع أوضاع مصر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي نريدها جميعاً في مكانة أعلى بكثير نريدها أن تستعيد مكانتها الإقليمية من جديد.

وحتى نتمكن من صياغة استراتيجيات وسياسات تنموية فعالة فإنها لابد وأن تبنى على بيانات ومعلومات وحقائق وتحليلات، وهو الأمر الذي أصبح متداولاً بمنتهى الدقة في الإعلام الكروي، حيث يتم رصد بيانات تتعلق بأداء اللاعبين والفرق وتحليلها بدقة تفتقدها الساحة التنموية.

كذلك يتطلب التنفيذ الكفء والفعال للخطط التنموية إلى دعم وثقة المواطنين، وهو الدور الذي ينغي للإعلام أن يقوم به، وبالتالي نحتاج إلى “إعلام تنموي” متميز يصنع شعبية وجماهيرية للأهداف التنموية الوطنية، وأن تتسع المساحة الإعلامية المخصصة للحوارات والنقاشات حول القضايا التنموية، مثلما نرى في الإعلام الكروي، فكما نرى ملايين المصريين يتجادلون في الخطط الفنية لطريقة لعب المنتخب الوطني، فنتمنى أن نرى نقاشات مثلها حول خطط مختلف القطاعات التنموية كل في تخصصه.

وكما أرجع معظم المحللين وصول منتخب مصر لنهائي البطولة إلى “الروح الوطنية” و”شخصية مصر” التي أدى بها المنتخب، ورغبة اللاعبين في إسعاد المصريين، ودعم المصريين الشعبي والإعلامي للاعبين، فهذا بالتحديد ما تحتاجه “الأهداف التنموية للجمهورية الجديدة” منا كمصريين جميعاً، ففي الساحات التنموية وعكس الملاعب الكروية لا يوجد لاعبين ومشجعين بل جميعنا لاعبين كل في “المنتخب الوطني التنموي” كل في موقعه ومجاله وتخصصه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.