عمر عبدالمتعال السلايمي يكتب | نحو الخروج من أزماتنا الاقتصادية

0 356

نتابع باهتمام شديد الازمة الاقتصادية العالمية الطاحنة، والتي يعاني منها المشرق والمغرب على السواء, الدول الغنية والنامية على قدم المساواة, فالجميع يئن والكل في دائرة مفرغة يدور, وكل دولة تتقلب فيها الأسعار بشكل يختلف عن الأخرى لكن ينالها من لهيب الارتفاع في الاسعار ما يصيب مواطنيها بالعناء المالي الشديد نتيجة تلك الارتفاعات السعرية للسلع على كافة المستويات.
وإذا ما حاولنا تحليل المشكلة الاقتصادية التي تكتسح العالم اليوم ومن بين دول العالم مصرنا الحبيبة بالطبع, فإن اكبر ما يعاني منه اقتصاد الدولة هو استيراد البضائع والاغذية المصنعة بالخارج, مما يستلزم وجود احتياطي كبير من العملة الاجنبية التي يتعامل بها العالم الغربي الصناعي والمنتج لتلك الاغذية والمصنوعات, مما يقوي اقتصادياتهم ويضعف من اقتصاديات الدول التي تستورد البضائع الجاهزة, إذ ان الناتج المحلي القومي يكون مؤشرا كبيرا في القوة الاقتصادية للوطن, وكذلك الميزان التجاري الذي يحدد الفرق بين ما ننتجه وما نستورده, وهو ما يؤكد على ان الدول التي لا تنتج غذاءها ودوائها واحتياجاتها ستكون في مرمى الضعف الاقتصادي ولاشك.
حين حدثت الاهتزازات الشديدة في تكلفة سلاسل الامداد والتداول العالمية، ازدادت تكاليف الاستيراد عما كان قبل الوباء العالمي “كورونا” وجعل اسعار السلع المستوردة اعلى مما يتخيله الجميع وانعكس ذلك على الاسعار المحلية للبلاد الغير منتجة.
كما لا ننسى ان الحرب العالمية الدائرة الان بين روسيا والجناح الغربي بأكمله ممثلا في اوكرانيا قد أثرت ايضا في ارتفاع اسعار الحبوب وامدادات الغاز لأوروبا مما ضاعف تكاليف الانتاج لديهم وبالتالي ضاعف اسعار المواد التي نستوردها منهم.
ومما سبق نتعرف على ان اهم مقومات المواجهة الاقتصادية في أي دولة, والسبيل الوحيد لتقوية الاقتصاد فيها هو زيادة الانتاج, وليس فقط اي انتاج انما الانتاج الجيد الذي نستطيع ان نصدره للعالم الخارجي بعد الاكتفاء الذاتي لدينا.
ومن هذه النقطة نحيي الادارة المصرية ممثلة في مؤسسة الرئاسة والحكومة المصرية، على الجهود الحثيثة التي تقوم بها في هذا المضمار, حيث نستشعر إحياء الصناعات والانتاج في كل اتجاه سواء الدوائي او المنسوجات او الالبان او غيرها من تنوع كبير في الصناعات, هذا بخلاف تنمية الثروة الزراعية والحيوانية التي تشهدها البلاد بفضل السياسات الواعية التي تقوم بها الادارة المصرية, والتي يجب علينا ان نساندها بكل ما اوتينا من قوة في سبيل جودة الصناعات وزيادة الانتاج, وترشيد الاستهلاك من المواد الاستيرادية قدر الامكان.

* عمر عبدالمتعال السلايمي، عضو تنسيقيه شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.