فهد المضحكي يكتب | أزمة المناخ وضرورة الالتزام بالتعهدات الدولية (١-٢)

0

إذا ما أردنا الحديث عن كيف يؤثر تغير المناخ في حقوق الإنسان، لا بد أن نشير إلى تقارير المنظمات الدولية لحقوق الإنسان التي ترى أن حقوق الإنسان ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتغير المناخ بسبب تأثيره ليس على البيئة فحسب، بل على رفاهنا أيضا. وستستمر آثاره في الازدياد والتردي مع مرور الزمن، وستتسبب بالتخريب للأجيال الحالية والمستقبلية. ولهذا فإنه قد يكون تقاعس الحكومات عن اتخاذ إجراءات لمواجهة تغير المناخ، في ظل أدلة علمية دامغة، أفدح انتهاك لحقوق الإنسان لمختلف الأجيال في التاريخ.. لدينا جميعا الحق في الحياة والعيش بحرية وأمان. لكن تغير المناخ يهدد حياة وسلامة المليارات من الناس على هذا الكوكب. ويظهر المثال الأشد وضوحا من خلال الأحداث المتعلقة بالأحوال الجوية البالغة الشدة، مثل: العواصف، والفيضانات، وحرائق الغابات. لكن، هناك الكثير من الطرق الأخرى الأقل وضوحا التي تهدد من خلالها تغير المناخ حياة البشر. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يودي تغير المناخ بحياة 250000 شخص في السنة بين عامي 2030 و2050.

طوال سنوات عدة كانت التحذيرات حول التقاعس في التصدي لأزمة تغير المناخ واضحة وضوح الشمس، ولكن كثيرا من القادة في أنحاء العالم لم يأخذوا أزمة المناخ على محمل الجد، وكان لابد من أن تكون خطى الاستجابة أسرع وبالحجم والوتيرة اللتين نعي أنهما ضروريتان. تقول الناشطة الكينية في مجال البيئة والمناخ إليزابيث وانجيرو واتوتي في مقال نشر في الموقع الإلكتروني «INDEPENDENT» عربي: «نجد أن المجتمعات التى تقف عند الخطوط الأمامية في مواجهة أزمة المناخ على شاكلة المجتمع الذي انتمي إليه، تتحمل فعلًا الوزر الاكبر على رغم أن دورها في التسبب بالمشكلة يكاد لا يذكر، وببساطة تدفع هذه المجتمعات ثمن التقاعس عن العمل من أجل خير المناخ. العدالة المناخية تعني مواجهة هذا التخاذل وعدم ترك المجتمعات المتضررة تواجه مصيرها لوحدها، وعبر خطاب ألقيته أمام قادة العالم في مؤتمر الأطراف الـ26 المعني بالتغير المناخي (كوب26) الذي عقد في غلاسكو الاسكتلندية، سألتهم أن يفتحوا قلوبهم قبل البدء بالمحادثات، وناشدتهم أن يتضامنوا مع المجتمعات الأكثر تضررًا من أزمة المناخ». استضاف منتجع شرم الشيخ في مصر الدورة 27 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشان تغير المناخ من 6 إلى 18 نوفمبر الجاري. كانت التطلعات أن تكون الأولوية الوحيدة بالنسبة إلى هؤلاء القادة الحرص على حشد التمويل بصفة عاجلة عن طريق صندوق تمويل تعويضات الخسائر والاضرار، بغية مساعدة المجتمعات الموجودة على خط المواجهة مع تغير المناخ على مجابهة الواقع المزري الذي وجدوا أنفسهم فيه نتيجة أزمة المناخ. وقد كشف التقرير الأخير الصادر عن «الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ» (IPCC) في شأن تأثيرات المناخ أن كوكبنا يواجه عواقب غير مسبوقة ناجمة عن تغير المناخ. بالنسبة إلى القارة الأفريقية يكابد ملايين الناس هذا الواقع يوميا، فمثلا أحوال القحط الطويلة الأمد الناجمة عن أزمة المناخ التي تضرب القرن الأفريقي تعتبر الجفاف الأطول منذ 40 عامًا، ويعاني أكثر من 50 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد هذا العام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.