محمد السباعي يكتب | استراتيجية جديدة لاستكمال المسيرة

0 254

تبنت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين منذ نشأتها شعار ( سياسة بمفهوم جديد )، وظهر ذلك جليا بإستيعابها لكافة الأطياف والأيديولوجيات السياسية وتمثيلها ل 26 حزبا بالإضافة الى شباب سياسي غير حزبي متنوع الفكر والرؤى
وكان النهج الأساسي الذى تم إقراره هو حرية التعبير وقبول الإختلاف وإستيعاب كافة الأفكار والرؤى ووجهات النظر بمختلفها
وإستطاع هذا الكيان الناشئ أن يمثل في البرلمان المصري بغرفتيه ب 48 عضوا حيث أنه يتواجد 32عضوا بمجلس النواب و 16عضوا بمجلس الشيوخ يمثلوا فئات وتيارات سياسية متنوعة ومختلفة وتمكنوا من المساهمة في إثراء العمل البرلماني وكذلك الشارع السياسي

ومع بداية الفصل التشريعي الأول لمجلس الشيوخ وكذلك الفصل التشريعي الثاني لمجلس النواب تبنت التنسيقية شعار سياسة بمفهوم جديد وأيضا برلمان بمفهوم جديد
وها نحن بمنتصف دور الإنعقاد الثالث هل نستطيع أن نقول أن أداء أعضاء التنسيقية بالمجلسين يعبر عن هذا الشعار وبالفعل قدموا سياسة بمفهوم جديد ؟
دعنا نقر ونعترف أن هناك إرث وصورة ذهنية راسخة لدى المواطن تتلخص في أن النائب تتمحور مهامه في الدور والأداء الخدمي بالإضافه الى قدرته على تقديم خدمات – سواء عامه أو خاصة للمواطن – بشكل مباشر ولكن ماذا عن الدور التشريعي والرقابي والمساهمة في صناعة السياسات ؟
وهنا يتجلي أداء أعضاء التنسيقية داخل المجلسين خلال الفترة الماضية، فبالمتابعة العابرة نلاحظ تقديم أعضاء التنسيقية لعدد كبير من الأدوات الرقابية ومشروعات القوانين التي تهم المواطنين وتساهم في تحسين معيشتهم ، وتقديم تعديلات تشريعية على مواد القوانين التي يتم مناقشتها
وكذلك تقديم كم من المقترحات برغبة في كافة المجالات والقطاعات التي تساعد الحكومة على تحسين الأداء أو تدارك تقصير أو خطأ ويكون الدافع الأساسي هو نقل نبض المواطن
وربما نلاحظ أن أعضاء التنسيقية أنفسم مختلفين في الأداء والرؤى داخل المجلسين فقد شاهدنا أراء مختلفة وقد تكون متضاده في العديد من النقاشات والقضايا بين مؤيد ومعارض وهذا هو جوهر التنسيقية حيث يكون المحرك لكل عضو من أعضائها حرية التعبير طالما يحكمهم الصالح الوطني ، وساهم هذا النهج بشكل كبير في إثراء النقاشات والحوارات بهدف الوصول لأفضل النتائج والصياغات
ولا يُعني حرص أعضاء التنسيقية من النواب والشيوخ على أداء دورهم الرقابي والتشريعي في المجلس بغرفتيه على إغفالهم لدورهم الراسخ في التفاعل مع أبناء دوائرهم بشكل مستمر للإستماع والإنصات لهم ونقل شكواهم وأرائهم من خلال القنوات الشرعية وظهر ذلك الدور جليا خلال جلسات الحوار المجتمعي التي نفذها أعضاء التنسيقية في كافة ربوع مصر فشاهدنا أعضاء مجلسي النواب والشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وهم يجوبون القرى والنجوع للجلوس مع المواطنين بمختلف المستويات والفئات والانصات لهم ، بالإضافة إلى عقد جلسات حوارية مع شباب الجامعات و ممثلي الأحزاب والنقابات دون كلل أو ملل ويحركم دافع وطني وإيمانا بدورهم وقدراتهم للوصول لأراء توافقيه تساهم في رفعة وطننا
ووسط كل هذا الزخم الكبير من الأنشطة والفعاليات السياسية والاجتماعية للتنسيقية وأعضائها نجد أنها لم تتوقف عن التفكير في تحقيق كل ما يثري الحياة السياسية في مصر لذا مع بداية العام الجديد 2023أطلقت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين في مصر استراتيجياتها الخاصة التي تعمل من خلالها لإثراء وتنمية والنهوض بالعملية السياسية في مصر، حيث قررت التنسيقية عرض استراتيجية عامة لمهام عملها خلال عام 2023 والتي يتواجد بها عدد من الإجراءات الخاصة، إلى جانب إضافات هيكلية جديدة، حيث تقوم نظرية استراتيجية التنسيقية الجديدة على تبني كافة البرامج والأنشطة سواء السياسية أو غيرها، وذلك من أجل الحفاظ على الهدف الأسمى الذي أنشئت من أجله التنسيقية وهو إثراء الحياة السياسية في مصر وكذلك الحزبية، إلى جانب تعزيز التواصل مع الحركات والأنشطة الطلابية والتعبير عن كافة الآراء في جميع المجالات بكل حرية.
وهنا يجدر بنا الإشارة إلى المشروع الرئيسي الذي أعلنت عنه تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لعام 2023 بعنوان البناء المتعدد لتطوير السياسة المصرية، وذلك إيمانا منها بأن الإثراء السياسي في مصر لا يمكن أن يقتصر دوره عند حد الحياة السياسية فقط، بل لابد من إعداد العنصر البشري وتأهيل فكره لكي يتحقق الاستقرار الاجتماعي والنفسي ومن ثم التفكير بطريقة علمية، يستطيع من خلالها أن يتطلع المواطن إلى أن الاتجاهات التي تسير بها الحكومة من شأنها أن تحقق الصالح العام بالنسبة للمواطن المصري، مؤكدةً أن ذلك لن يتم إلا من خلال الاهتمام بالطفل في مرحلة النشئ في المقام الأول وبعدها يتم العمل على عدد من المحاور تتمثل في محور الصحة العامة، محور سلامة الأسرة، التمكين الاقتصادي، وأخيرًا التأهيل السياسي ليصبح الشاب المصري قادرًا على ممارسة السياسية بطريقة علمية مبنية على أسس راسخة هدفها الأساسي ترسيخ الولاء واللانتماء للوطن مهما كانت الأيديولوجية المتبعة فحب الوطن وصالحه قبل أي شئ.
وها نحن مستمرون في العمل والتطوير ونؤمن أن هذه التجربة مازال أمامها الطريق طويل لنحكم عليها ولنصل للصورة والنتيجة التي نتمناها فلن تُبنى بلدنا إلا بتحقيق التجانس والتعاون بين أبناءها من الشباب ومن أساتذتنا وأبائنا أصحاب الخبرات ، نحاول ونسعى نخطئ ونصيب
ولكن يشفع لنا إخلاص نوايانا وحب وطننا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.