محمد عصام يكتب | كيف نستغل إخفاق المُنتخب دبلوماسياً؟

0 371

في عام ١٩٣٦م بذل “هتلر” كُل الجهود المُمكنة لتُنظم ألمانيا دورة الألعاب الأولمبية. لم يكُن “هتلر مُهتماً بالمُناسبات الرياضية الدولية كمُتعةً للمواطنين الألمان، و لكنه إهتم بها كوسيلة لترويج قوة الدولة النازية تحت قيادته، بالنسبة له التنظيم و البنية التحتية و تفوق اللاعبين الألمان كُلها إشارات قوية على تفوق الدولة النازية الألمانية و عودة ألمانيا من جديد كلاعب سياسي قوي بعد إنكسارها في الحرب العالمية الأولى (١٩١٨:١٩١٤)، و بالفعل نجح تنظيم ألمانيا لدورة الألعاب الأولمبية، ومثل تفوق لاعبيها في المُنافسات إشارة غير مُباشرة إلى جاهزية الجيش الألماني، أي أن مكاسب ألمانيا لم تكُن رياضية فقط، و لكن سياسية و عسكرية أيضاً.

أصبحت المُنافسات الرياضية الدولية على مر السنين فُرصةً لتعميق العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول، و وسيلة غير مُباشرة لترويج قوة الدولة سياسياً و إقتصادياً و عسكرياً، و كون المُنتخب المصري لن يُشارك في كأس العالم القادمة لا يعني عُزلتنا عن الساحة الرياضية الدولية بمكاسبها السياسية والاقتصادية، يُمكننا أن نستغل فترة التوقف الدولي لإقامة كأس العالم في “قطر”، ونُنظم بطولة دولية لكُرة القدم خاصة بنا، ندعو إليها الدول التي لن تُشارك في كأس العالم و نرغب في تعميق علاقاتنا السياسية و الاقتصادية و العسكرية معها.

تخيل معي دعوة مُنتخب “جنوب أفريقيا” للبطولة وإعادة تفعيل مُقترح خط قطار (القاهرة-كيب تاون) و الذي كان رغبة إنجليزية أيام احتلال بريطانيا لمصر و لجنوب افريقيا، هذا الخط سيُمثل مكاسب اقتصادية للدولتين و للدول الأفريقية المُشتركة به، كما سيُمثل فرصة لإعادة تعميق علاقاتنا مع الدول الأفريقية، و لماذا لا نربطه بمُبادرة “الحزام والطريق” الصينية؟ وذلك على هامش دعوة المُنتحب الصيني للبطولة. وماذا عن دعوة المُنتخب الروسي المُستبعد من كأس العالم بقرار من الفيفا؟ ستكون مُباردة قوية لتعميق علاقاتنا مع “روسيا” في وقت يبتعد عنها العالم و يرغب في عزلها، مكاسبنا ستكون سياسية واقتصادية وعسكرية من دولة تتحكم في نسبة كبيرة من موارد العالم الطبيعية وتمتلك آلة عسكرية جبارة.

الفُرص المُتاحة أمامنا غير محدودة، إستغلال الثروات الحيوانية والموارد الطبيعية لدول أمريكا الجنوبية، و تعميق الاستثمارات الخليجية في “مصر”، و غيرها الكثير، و يكفينا ترويج تطور البنية التحتية لمصر وإمكاناتها الصناعية على يد الرئيس “السيسي”.

كوننا لن نُشارك في كأس العالم في “قطر” لا يعني خسارة مكاسب البطولات الرياضية الدولية، بل حافز لنا لنُنظم بطولاتنا الرياضية وفق أهدافنا و شروطنا، وليس وفق أهداف و شروط القوى الدولية الكُبرى، إن كُنا لن نذهب لكأس العالم، فلنُنظم كأس عالم خاص بنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.