محمود شاهين يكتب | الحب عند “ابن عربي”

0 199

” كانت أبيات ابن عربي الشعرية عن “دين الحب” الذي يتسع لكل العقائد من الوثنية إلى الاسلام محتضنا اليهودية والمسيحية معا على وجه الخصوص ، تتردد دائما في سمعي:
لقد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف
وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت
ركائبه فالحب ديني وإيماني
إن الأصل الذي تستند إليه كل الأديان والمعتقدات هو أصل العلاقة بين ” الحق ” الخالق و”الخلق ” المخلوق. وهي علاقة الحب “في البدء كان الحب ” هكذا يتصور ابن عربي الحقيقة . كان الله ولا شيء معه . كان كنزا مخفيا فأحب أن يعرف ، فخلق العالم ليعرفه ”
أما الكفر بمعنى عدم الاعتراف بوجود إله للعالم، لا وجود له في الحقيقة عند ابن عربي؛ إذ العالم كله من أعلاه إلى أدناه، بمستوياته ومراتبه المختلفة، من أرواح وعقول وأجسام فلكية وعناصر طبيعية، ليس سوى مظاهر وتجليات لحقيقة واحدة سارية في أجزائه بنسب مختلفة : تلك هي الحقيقة الإلهية . الكفر بمعنى انكار وجود الباري ليس إلا صفة عارضة ظهرت مع ظهور الشرائع السماوية على أيدي الرسل والأنبياء، فصدقهم البعض وكذبهم البعض الآخر، فأطلق على المصدقين اسم ” المؤمنين ” وأطلق على المكذبين اسم “الكفار” لولا نزول الشرائع وانقسام الناس بين مصدق ومكذب ما كان للكفر أن يظهر في العالم.
من الجدير بالذكر أن ابن عربي لا يعرف طبيعة الله إلا بالحقيقة المتجلية بأسمائها وفي الوجود.دون أن يقدم له شكلا محددا. وهذا ما دفعنا إلى الاعتقاد بأن الحقيقة ليست إلا طاقة الخلق السارية في الكون والكائنات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.