معتز الشناوى يكتب | وطن لكل المصريين

0

أثلجت قرارات القيادة السياسية، صدور المصريين، ونجحت خطواتها في جمع شمل أطياف المجتمع بعد طول انتظار، وعلى مختلف توجهاتهم السياسية والفكرية والدينية، اجتمعوا في مشهد معبر عن الوحدة الوطنية التي طالما سعينا إليها جاهدين، على مدار سنوات عديدة.
جنبًا إلى جنب، اجتمع الرئيس مع قيادات المعارضة المصرية، ممن يخلصون للوطن ويعلون قيمته فوق كل اعتبار. اجتمعت قيادات الدولة بكافة مؤسساتها الرسمية، مع قيادات المعارضة، في أجواء رمضانية، تجسد الأسرة المصرية الواحدة، مؤكدين أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية، فالكل يعمل من أجل الوطن، والكل يدرك أن الوطن يجب أن يظل وطن لكل المصريين.
رغم اختلافات الرؤى، وإصرار البعض العزف المنفرد، بل، إلا أن الأيام تثبت حسن النوايا لجميع من يقف على أرضية وطنية واحدة، وأن الوطن يتسع للجميع، فقط إذا صدّق الفعل ما تضمره النفوس.
خطوة هامة تلك التي سطرها التاريخ الحديث في السادس والعشرين من إبريل، هي بمثابة انطلاقة سياسية مختلفة ربما تشهدها البلاد خلال الفترة القادمة، وفي مقدمتها تكليف إدارة المؤتمر الوطني للشباب بالتنسيق مع كافة التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسي حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة ورفع نتائج هذا الحوار إلى الرئيس شخصيا، وحسب وعده سيحضر الرئيس المراحل النهائية منها.
كأول الخطوات في هذا الطريق، تم تفعيل لجنة العفو الرئاسي وتوسيع نطاق عملها لتشمل الغارمين والغارمات إلى جانب الشباب، وكذلك إعادة تشكيلها لتشمل (محمد عبد العزيز، طارق الخولي، كريم السقا، طارق العوضي، كمال أبوعيطة) وجميعهم قامات نجلها ونحترمها وتثق فيها كافة القوى السياسية المحبة للوطن، وستبدأ اللجنة في تلقي أسماء الشباب المحبوسين من مختلف الأحزاب والقوى السياسية والمجلس القومي لحقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، على أن تقدم قائمة جديدة للعفو خلال فترة قريبة، وليدرك الجميع أن الحوار السياسي هو السبيل الوحيد للاستقرار والانطلاق نحو المستقبل، في ظل جمهورية جديدة يتطلع إليها المصريون، تقوم على الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان بكافة مكوناتها المدنية والاقتصادية والاجتماعية، وقررت القيادة السياسية تكليف الحكومة بإعلان خطة واضحة يتم الالتزام بها لخفض الدين العام كنسبة من الدخل القومي.
لعل مصر قد بدأت بالفعل عهدا جديدا، يتطلع كل محب وحريص على هذا الوطن أن تصدق الوعود، ويكون عماد هذا العهد المرتقب المصارحة والمكاشفة، سيتم عقد مؤتمر صحفي عالمي، لإعلان خطة الدولة المصرية للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية، وستسعى كل المؤسسات المعنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، لنملك القوت الأساسي للمصريين، بلا تبعية لأية قوى خارجية.
عبر الرئيس عن سعادته بالإفراج عن دفعات من أبناء مصر خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن الوطن يتسع لنا جميعا وأن الاختلاف في الرأي لا يُفسد للوطن قضية… ولعلها بداية نتلمسها منذ نهايات العام الماضي لحظة إلغاء حالة الطوارئ وإعلان الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، ورغم أن البعض بالأمس، زايدوا وخونوا، إلا أن الأيام تؤكد حسن النوايا وصدق الأفعال، ونؤكد مع الأيام أن مصرنا الغالية باقية وستصبح الدولة المدنية الديمقراطية التي نسعى إليها.. دولة أساسها المواطنة ويسودها القانون والدستور.. وطن لكل المصريين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.