منال الوراقي تكتب | وداعًا جابر عصفور وزير المثقفين

0 1,057

توجهت إلى مسجد الحامدية الشاذلية في حي المهندسين، لأغطي عزاء د.جابر عصفور، المفكر الراحل ووزير الثقافة الأسبق، كصحفية. بعد وصولي لمحل العزاء، وإرسال الأخبار بين قدوم وزير ووصول أخر ورئيس الوزراء الأسبق إبراهيم محلب ومندوب من رئاسة الجمهورية وشخصيات عامة ومثقفون وسياسيون وإعلاميون جميعهم حرصوا على تقديم واجب العزاء لأسرة د.جابر ومواساتهم، انتهزت الفرصة ودخلت لأعزي أهل الوزير الأسبق، رغم أني بطبيعة الحال لا أعرف منهم أحدا من الكمامات المزدوجة التي يرتديها الجميع وحتى بدونها، ولكني قررت أن أقوم بالواجب كما عودني أبي.
دخلت إلى صالة العزاء للسيدات، قدمت واجب العزاء لأهله، وجلست بين الصفوف، وما هي إلا بضع دقائق وحضرت وزيرة الثقافة، د.إيناس عبد الدايم، أدت واجب العزاء، وجلست بجوار أسرة الوزير الراحل، تواسيهم وتحنو عليهم.
جلست لدقائق أراقب الأحداث وأنا معجبة بسعي الوزيرة للتخفيف عن أهل المفكر الراحل، حتى طال الحديث بينهم وتباعدت الأعين عنهم، وظلت تخفف وتواسي وتمسح الدموع حتى أنهى القارئ ربع القرآن والثاني من بعده والثالث وحتى الرابع، لتستأذنهم بعدها بالرحيل.
قبل وزيرة الثقافة شاهدت الكثير من الشخصيات العامة وقد حرصت على تأدية واجب العزاء في المفكر جابر عصفور، فكان الوزير الأسبق حلمي النمنم من أول الحضور في العزاء، يجلس في الصدارة يتلقى العزاء مع أهل الوزير السابق، وكأنه أحد أفراد أسرته. والمهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء الأسبق، الذي حرص على تقديم واجب العزاء لأسرة المتوفي جميعها، وسأل عن أحوالهم وأصر على الانتقال ليُعزي زوجته وابنته، والإعلامي إبراهيم عيسى كذلك.
العديد من الكتاب والأدباء والمفكرين كانوا في عزاء الوزير الراحل، والوزراء السابقون للثقافة وسفراء وسياسيون وإعلاميون د.أشرف ذكي، ونقيب المهن التمثيلية ورؤساء الجامعات والهيئات الثقافية حضروا جميعا لتقديم واجب العزاء لأسرة المفكر الراحل.
في صالة السيدات وفي أثناء جلوسي سمعت العديد من الاشادات في حق د.جابر عصفور من بعض السيدات المثقفات وبعضهن كاتبات ومفكرات، ولعل أبرز جملة استوقفتني ولفتت انتباهي كانت إشادة إحداهن وحديثها عن الراحل لتصفه في نهاية حديثها بأنه لم يكن وزير مصري فحسب وإنما ظل وزيرًا للمثقفين ورمزًا للثقافة المصرية.
قبيل انتهاء العزاء، جاءت ابنة د.جابر عصفور وشكرت كل من حرص على الحضور وقدمت لنا مجلة جُمعت فيها مقالات لأشهر الأدباء والمفكرين العرب والمصريين عن وزير الثقافة الأسبق، ومنها أول حوار أجراه في حياته وأول تصريح أدلى به للصحافة، بل وأول كلماته كوزير للثقافة، جميعها تثبت أنه كان عظيمًا بقدر الحزن والألم البالغ الذي أصاب محبيه من الأساتذة والأدباء والقراء.. فوداعًا جميلًا يليق بك د.جابر عصفور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.