هناء عبد الفتاح تكتب | نص دينك ولا تموينك؟

0

أثارت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي عن قراره بعدم إضافة مواطنين مقبلين علي الزواج لمنظومة التموين جدلًا واسعًا علي منصات التواصل الاجتماعي وفي الشارع أيضًا، التصريح يبدو قاسيًا ومعرقل، يبدو قاسيًا لدرجة أنه غطي علي تصريح سيادته بأنه سيوفر شقق جاهزة مفروشة بالكامل للمقبلين علي الزواج بدون مقدمات ولا أقساط وفقط مقابل إيجار بسيط تسهيلًا علي الشباب المقبلين علي الزواج وحتي لا يصطدم الأهالي ببعضهم في تحمل نفقات توفير الشقق وفرشها، التصريح الأول في ظاهره لا يتسق مع التصريح الثاني بل يبدو ضده تمامًا، ومن يسمع التصريحين ستقفز لعقله علامات التعجب والاستفهام تباعًا، هل الرئيس يدعم الشباب المقبلين علي الزواج أم يقف في طريقهم ؟!! وكيف يمنع عن الفرد دعم بخمسون جنيهًا وفي نفس الوقت يقدم له دعم تكلفته الآف الجنيهات؟ وما هو تفسير هذا التضاد؟ المتأمل للتصريحين سيدرك ببساطة شديدة أن الرئيس لا يقف في طريق أحد، وبين القرار الأول والثاني هو ينتصر للمنطق الصرف، المنطق الذي لا يقبل أبدًا أن ينجب أحدهم أطفالأ وهو غير قادر علي تأمين غذائهم وهو أقل واجباته نحوهم، أما الزواج نفسه فلأنه يتطلب نفقات أغلبها لا يملك شاب يبدأ في شق طريقه توفيرها فرأي سيادته أن الدعم هنا واجب الدولة وأقدم عليه، من زاوية أخري يريد الرئيس إنهاء ثقافة التواكل علي الدولة للدرجة التي جعلت أحدهم ينجب ست وسبع وعشر أطفالًا ثم يصرخ أأكلهم منين وأعلمهم وأعالجهم إزاي؟ الجمهورية الجديدة تستهدف مواطنًا متزنًا في أفكاره، يحسب كل خطوة قبل الإقدام عليها، تحارب عشوائية القناعات والموروثات التي عفا عليها الزمن، الجمهورية الجديدة تدعمك في إكمال نص دينك لكنها تري أن عليك تموينك وهو أضعف الإيمان في تحمل المسئولية، الفكرة ليست في منع خمسون جنيهًا، وإنما في منع إلغاء العقل والمنطق، في منع حب أبو ببلاش وحب كتر منه، في تحجيم دعم لا يصل لمستحقيه، وزارة التضامن أعلنت أن لديها إستثناء للقرار وستضيف لمنظومة التموين شرائح معينة ذات ظروف خاصة يتم دراسة أحوالها ويصرف لها، لا داعي لأخذ الأمور بعقلية “لا تقربوا الصلاة”، خطوتين للخلف وستبدو الصورة أكثر وضوحًا وسيظهر مشهد الرغبة في إعادة هيكلة عقلية المواطن جليًا، خلاصة القول؛ اتساع منظومة الدعم في الدولة، أي دولة، يتناسب طرديًا مع اختناق فرص التنمية فيها، وتحجيمه بحكمة وعقل ومنطق يفسح المجال لمستقبل أكثر رحابة، وفيه ما هو أهم بكثير من خمسون جنيها تموينًا للفرد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.