أسماء عبدالله يكتب | هيكلة الصحف القومية

0 153

شهدت الصحافة المصرية خلال الأعوام الماضية العديد من الأزمات التى أدت إلى انزواء دورها وتغير مسارها، وافتقد الشارع المصري ما كان يصبو إليه وهو يتطلع بشغف إلى الصحف.
ولعل الصحافة القومية تعد أحد الركائز الهامة فى ميدان صاحبة الجلالة، وبالرغم من التحديات التى تواجهها إلا أنها مازالت صامدة تواجه جبهات تراكمية تبدأ بالأزمات الإقتصادية وتنتهي بتغير الإتجاهات لثورات تكنولوجية.
كى نكون منصفين فى هذا المقال، الصحافة القومية بإصداراتها تمرض ولا تموت، إذ تمتلك عدة مقومات تجعلها تستعيد عافيتها بإصدارات عدة، ناهيك عن امتلاكها دوائر الصناعة المتكاملة، والتى تتجسد فى أصولها وشركاتها الاستثمارية والتى قد تضم جامعة خاصة مثل جامعة الأهرام الكندية، أو أكاديمية مثل أكاديمية أخبار اليوم ، بالإضافة إلى أراضي وشركات دعاية وإعلان ومطابع….الخ.
وبالرغم من ذلك؛ فإن ديونها فاقت عائداتها، وهذا يعود لعدة أسباب أهمها: عدم الإستفادة من أصولها بالشكل الأمثل، وعدم القدرة على التطوير والمنافسة فى ظل المستجدات والثورات التكنولوجية على الساحة.
كل هذا يؤهلها أن تكون مصدر رخاءا للصحافة وليس عبئا تبحث عن مورد ودعم حكومي لسداد التزاماتها.
وإذا كنا نريد الحفاظ على تلك الصناعة الوطنية الهامة التى تعد أحد مقومات الثقافة الفكرية والموروث الحضاري، يجب أن نبحث سويا ونتكاتف للبحث حلول.
وقد وضعت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين على كاهلها مسئولية مناقشة الأزمات التى تواجه الصحافة المصرية، وإذا بدورنا نتشارك فى وضع الحلول والمقترحات والتوصيات لتكن بداية لإعادة هيكلة الصحف القومية وإعادة دورها الريادي وهى:
اعتماد نظام دقيق للموارد البشرية وحصر الكفاءات والخبرات التى من شأنها تقديم خطة ممنهجة للخروج من الأزمة الاقتصادية وصولا للاستغناء عن الدعم الحكومي والاستفادة من موارد تلك الصحف، والذى يتطلب الإعتماد على الكفاءات بدلا من تغليب مبدأ الأقدمية والولاء للقضاء على الترهل الوظيفي.
رقمنة وحوكمة المؤسسات الصحفية القومية وحصر أصولها ودراسة كيفية الاستفادة منها من خلال لجنة من المتخصصين فى المجال الإقتصادى والاستثماري.
الصحافة صناعة ولابد أن تواكب شروط الصناعة بما لا يخل بدورها، ولذا مواكبة متطلبات السوق من خلال التواصل مع القراء وعودة دورها كأداة وصل من أهم المقومات، وتدريب الصحفيين من خلال المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مع ضرورة إنشاء مشروعات تكاملية بين المؤسسات وبعضها البعض.
الإستفادة من المطابع بالصحف القومية، والبت فى قرار اللجنة المنعقد بشأنها، وتعاون هيئة معرض الكتاب مع المطابع للاستفادة منها بالطرق المنوطة لها وطبقا للقوانين.
وأخيرًا.. مراعاة أزمة “بائعوا الصحف” حيث أنهم يتقاضون معاشا زهيدا من جريدة الأهرام وتوقف الإصدارات الورقية تساهم فى رفع معدلات البطالة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.