حسام الدين محمود يكتب | التغير المناخي وخطاب الكراهية

0 476

خلصت دراسة ألمانية جديدة تشير إلى أن تغيّر المناخ قد يجعل الناس أكثر غضبا على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد ذكرت الدراسة الي أن ارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها بشكل كبير، يؤدي لزيادة خطاب الكراهية، على منصات التواصل الاجتماعي، فطرخت الدراسة التساؤل التالي كيف يمكن للمستجدات المرتبطة بالمناخ أن تتسبب زيادة في خطاب الكراهية؟

مجموعة من الباحثين توصلوا الي دراسة في معهد بوتسدام الألماني لأبحاث تأثير المناخ أن هناك مؤشرات بشأن مدى قدرة الناس على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة، فإذا ارتفعت درجات الحرارة بشدة أو انخفضت بشدة، تُسجل زيادة في خطاب الكراهية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بصرف النظر عن الاختلافات الاجتماعية والاقتصادية أو الدين أو السياسية،

كما وجد الباحثون أن الكلام الذي يحض على الكراهية عبر الإنترنت زاد مع ارتفاع درجات الحرارة القصوى اليومية، فوق 21درجة مئوية وهي نقطة “الشعور الجيد”، وقد ارتفعت رسائل الكراهية بنسبة تصل إلى 22% في الأيام الحارة، مقارنة بمتوسط الكراهية عبر الإنترنت في أوقات الطقس المعتدل، وهو ما دفع الباحثين لدراسة، العلاقات الاجتماعية وتأثرها بالتغيرات المناخية، وقد توصلت الدراسة الي أن هناك ارتباطا وثيقا في الدراسات الاجتماعية بين طبيعة المناخ والحياة الاجتماعية عامة، فالطبيعة تشكل حياتنا الاجتماعية متأثرة بدرجة الحرارة وطبيعة الأرض التي يسكنها الناس، فالأرض بما تحتها وما عليها تضفي على حياتنا كبشر صياغة معينة بشكل ما، حيث تختلف الأنماط الاجتماعية بين البيئة الصحراوية والزراعية على سبيل المثال، وأن التغير في معدلات الحرارة يعد أحد المؤشرات المناخية البارزة من شأنه أن يضفي تأثيرا على الميول الإنسانية والعلاقات الاجتماعية، فهذه الدراسة تتحدث عن عينة اختبار في أميركا على درجة حرارة 30 درجة مئوية، في حين اذا أجريت هذه الدراسة في الصين مثلا فإن معدل الحرارة الذي يلاحظ فيه تأثر الخطاب على وسائل التواصل الاجتماعية تسجل ببلوغ الحرارة 35 درجة مئوية، وبالتالي الحرارة نفسها مرتبط بطبيعة المجتمعات الثقافية والمجتمعية.

وهنا تجدر الإشارة إلي أن وعي الناس بتأثير المناخ على مزاجية البشر سواء داخل الأسرة أو العمل أو المجتمع عموما يجنب الناس الكثير من الصعوبات والمشاكل، فحالة الانزعاج مثلا في مجتمع عالي الكثافة مثل المجتمع المصري تختلف تبعاتها عن نفس هذه الحالة في مجتمع أقل كثافة، والجدير بالملاحظة في تلك الدراسة أنه يجد أخذ تأثير التغير المناخي على الإنسان بشكل جدي، فإذا ترك هذا الجانب دون معالجة فسوف يلقي بضلاله حتما علاقات الاجتماعية.

* حسام الدين محمود، عضو تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.