حسام الدين محمود يكتب | مصر وأمريكا ومناخ أفريقي

0 400

أثناء كلمة مصر في قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن إطلاق مبادرة مصرية امريكية تدشين شراكة مع الولايات المتحدة لمواجهة تغير المناخ ودعم جهود العمل المناخي في القارة الإفريقية، في لفته عبقرية في إطار العمل المناخي تقودها مصر، وتدل على التوجه الاستراتيجية للدولة المصرية لمواجهة آثار التغيرات المناخية على المستوى الوطني والقاري عن طريق حشد جهود المجتمع الدولي في هذا الملف الهام والمصيري، وفي قمة هامة برعاية الرئيس الأمريكي جو بايدن.
هذه الشراكة الهامة نستطيع القول إنها استراتيجية وتستهدف تحقيق التكيف والتخفيف والمرونة في العمل المناخي داخل القارة الأفريقية، أكثر الدول تضررًا واقلها انبعاثًا للغازات المتسببة في ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية والتغيرات المناخية التي يشهدها العالم اليوم، حيث تنطلق تلك المبادرة على مدار عام وهو عام تولي مصر رئاسة قمة المناخ COP27 نيابة عن القارة الأفريقية، هذه الشراكة تتضمن تنظيم عدد من الفعاليات والأحداث حول التكيف والتخفيف في القارة السمراء على مدار العام الجاري، لتحقق هذه المبادرة تأثير فعال وملموس لدعم جهود التكيف في إفريقيا خلال قمة المناخ القادمة، المزمع عقدها في مدينة شرم الشيخ، مطلع نوفمبر المقبل، استنادًا إلى ما تبذله مصر من جهود كبيرة في سبيل مواجهة تغير المناخ وتقليل الانبعاثات الكربونية والاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة.
لقد تأثرت بلدان قارة إفريقيا كثيرًا بالتغيرات المناخية، لذلك يجب أن تكون هناك مواجهة لتلك التغيرات، ليس فقط على مستوى تخفيض الانبعاثات الكربونية، بل من خلال إطلاق مشروعات خضراء تدشنها مصر بالشراكة مع دول العالم، بما يزيد من استخدام الطاقة النظيفة الجديدة والمتجددة، وانشاء بنية تحتية خضراء، وتحول اقتصاديات الدول الأفريقية الي الاقتصاد الأخضر، لذلك تقود مصر دول إفريقيا في قضية مواجهة تغير المناخ وتقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق هذا الهدف التنموي المنشود، حيث تعد مصر مثال يحتذى به في مشروعات إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة، تمثلت في تدشين مشروعات لإنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الهيدروجين الأخضر ، الذي تسعى مصر لاستخدامه محليًا في انتاج الطاقة الكهربائية وتصدير الفائض،
تسعى مصر خلال الدورة 27 لقمة المناخ العالمية في الخروج بالنتائج المرجوة، المتفق عليها في اتفاقية الأطراف، وحشد جهود المجتمع الدولي متعدد الأطراف لمواجهة تغير المناخ، والتزام الدول المتقدمة بالوفاء بالتعهدات التي أخذتها على نفسها المتعلقة بتمويل المناخ وبدعم جهود التكيف والتعامل مع قضية الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ في الدول النامية،
في ذلك الإطار فأن مصر تتزعم إفريقيا في قضية التغيرات المناخية، وتسعى بقدراتها لجعل القاهرة صوت إفريقيا الحر في الدفاع عن حقوقها في قضية تغير المناخ، لتحقيق التجاوب معها ومع الدول النامية، وايضًا التزام الدول الأفريقية بمسئوليتها بقدر ما يتاح لها من دعم وتمويل مناسب، وهو ما سوف تسعى لإنجازه مصر خلال قمة المناخ المقبلة حفاظًا على الإنسان والبيئة.

* حسام الدين محمود، عضو تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.