خالد النجار يكتب | تعليم جديد

0 318

على خير مرت امتحانات الثانوية العامة، التي فرضت نفسها على كل حوار ولم ينجو بيت من الحديث عن ملابساتها. تطورت مصيدة الدروس الخصوصية، وفور انتهاء الامتحانات دارت عجلة السناتر وبدأ الطلاب الجدد تسجيل الاستمارات والحصص التمهيدية!
إصرار واضح من وزير التعليم د.طارق شوقى على التطوير وإيمان ويقين بالمنظومة التي يسعى لترسيخها لكن يبدو أن هناك امبراطورية تقف لتعرقل المسيرة، بالتأكيد هناك فئة مستفيدة تحاول تصدير الرعب وتسعى للهيمنة وإفشال كل ما يرتقى بتطوير نظام الدراسة والامتحانات، لكننا بحاجة لجلسات استماع ونقاش بين الطلبة وأولياء الأمور للوصول لصيغة مثلى تضمن التكامل والنجاح وتقضى على الوسوسة وألاعيب مافيا التربح من السناتر والملازم والحصص الاليكترونية.
منظومة محكمة يشارك بها دائرة كبيرة من المنتفعين تحتاج للردع، وحفنة من الطلبة وأولياء الأمور تبتكر طرقا للغش وتسئ لأنفسها وتشوه المنظومة.
نجحت وزارة التعليم بالتعاون مع وزارة الداخلية في التعامل مع ظاهرة الغش، لكن هناك من يتفنن ويبتكر لكسر القيم ويحاول البلطجة وفرض مقاومة ضد التطوير. كلنا بحاجة للتكاتف مع الدولة لإرساء الفكر الجديد لتعليم حديث يعتمد على دعم القدرات والمواهب، وخلق قنوات جديدة ومجالات مستحدثة للدراسة تضمن مواكبة الطفرة التكتولوجية والثورة العلمية العالمية وتطورات الذكاء الاصطناعي، دراسة سوق العمل وتطوير نظم الدراسة وفق البيئة والاحتياجات يضمن خريج مؤهل يلتحق بمجال يتقنه ويضمن نجاحه، ولقد أحسنت الدولة بإنشاء مدارس فنية متخصصة تؤهل خريجين قادرين على إثبات مهاراتهم وتنميتها ومد سوق العمل بصناع مهرة أصقلوا مواهبهم بدراسة عملية متطورة.
جاءت الطفرة في إنشاء جامعات متخصصة غطت أماكن نائية استحدثت تخصصات جديدة تواكب البيئة، ولعل جامعة الجلالة والملك سلمان غيرت فكر الطلبة وتأتى فكرة إنشاء جامعة الإسماعيلية الجديدة وتكنولوجيا الغربية لتكمل المنظومة باستحداث برامج دراسية مبتكرة في الطب والجراحة، و وجراحة الفم والأسنان، و إدارة خدمات الرعاية الصحية والمعلوماتية، و تكنولوجيا المختبرات الطبية، وعلوم التمريض التخصصي، وهندسة الذكاء الاصطناعي، والبرامج الدراسية المتميزة التي تخدم الصناعات المعدنية، والخشبية، والهندسية، والإلكترونية، والكهربية، والغزل والنسيج، والصناعات الغذائية، والصناعات التحويلية، والورق ومنتجاته، والطباعة والنشر، والكيماويات، ومواد البناء، والخزف، والحراريات واستغلال المناجم والمحاجر، بتنوع ملحوظ يواكب التطور العلمي الهائل الذى يشهده العالم، ومصر جزء أساسي بالفكر الجديد الذى يواكب العصر ويطبق تقنيات تعيد صياغة المنظومة التعليمية وفق الاحتياج والطفرة في البناء والتقدم.
منحنى جديد في التعليم تتكامل الجامعات الحكومية بكليات جديدة وتخصصات مبتكرة مع الجامعات الدولية التي تتوسع في مصر مثل اليابانية والألمانية والصينية والروسية وغيرها من مدارس تعليمية تدرك قوة مصر وصحوتها وبداية نهضة تعليمية جديدة واعية.
ما تشهده الطفرة التعليمية الجامعية والتوسع في التخصصات الجديدة يتواكب مع المدارس الفنية المتوسطة التي تنتهج أسلوبا حديثا، يتطلب ترغيب الطلبة وأولياء الأمور، ويستوجب نفض أساليب الرعب عن الثانوية العامة ومواجهة مافيا الدروس والسناتر التي خطفت الطلبة وأولياء الأمور، لنحقق ما نسعى إليه. تعليم جديد يحقق الاستفادة للطالب ويخدم احتياجات الدولة ومشروعاتها القومية وسوق العمل في جو مناسب ينتج عقليات سوية وفكر إيجابي يترجم مقومات الجمهورية الجديدة.

* خالد النجار، رئيس تحرير مجلة أخبار السيارات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.