د. رغدة محمود تكتب | التنسيقبة .. فرصتى الاستثنائية

0 302

فى عيدها الخامس وبعد مرور أكثر من عام على أولى خطواتى داخل حجرات وأروقة هذا الكيان الاستثنائي أحب أن أشارك وجهة نظرى فى هذه التجربة التى أرى أنها إستثنائية بكل معانيها.
منذ أكثر من عام تقريبًا أتيحت لى فرصة الإنضمام لهذا الكيان الذى يعد أعظم تجربة سياسية فى العصر الحديث والتى أثبتت بجدارة أن الإختلاف سُنة طبيعية أوجدها الله فى الكون منذ بدء الخليقة وأن الإختلاف سمة تميز وفرصة نجاح ونمو وتطور , وأنه من الطبيعى أن نختلف ونتفق … نتناقش ونتحاور … نستمع وننصت … نفهم وندرك ونتقبل … حتى نصل الى النهاية حيث المصلحة العامة والرأى الصائب حين يصيب السهم مركز الهدف.
أدركت أن هذه الممارسات مازالت موجودة فى المجتمع المصرى داخل هذا المكان الذى يتفق فيه الجميع على شئ واحد هو حب الوطن وخدمة المواطن كلاً بأسلوبه وطريقته مع اختلاف التوجهات الأيدلوجية والخلفيات السياسية والمستويات الثقافية والاجتماعية وتنوع الأعمار والمهن والطبقات بين أعضائه.
الكل ينصت الكل يتكلم ويعبر ويحترم الأخر , رأيت مشاهد إستثنائية من كوادر سياسية تقف أمامك تنصت وتدون فى دفتر ملاحظاتها بكل إهتمام وشغف ما تحاول أن تنطق به وأنت مازلت تحبو فى عالم السياسة , لأول مرة لم أسمع كلمة ” الأقدمية ” وأنها المعيار الأول للفرصة أو حتى الرخصة للحديث.
الكفاءة والمصلحة العامة فقط هما كلمة السر.. رأيت كوادر ترحب بالجديد تحترم الجميع تضع معايير وضوابط للإحترام المتبادل وتطبقها على الكل دون استثناء, نظام وترتيب فى العمل كخلية النحل , تقييم موضوعى للأداء ليس للأخرين بل لنفسك اولًا, الجميع سواء ليس هناك فارق بين كادر سياسى أو تنفيذى أو نائب برلمانى وبين عضو منضم حديثًا يتعلم أولى دروسه فى عالم السياسة.
وعندما أنتقل الى الجانب الإنسانى أجد رابط روحانى تشعر به تلقائيًا عندما ترى شعار التنسيقية على صدر أحد الزملاء فى أى مكان حتى ولو لم تلتقى به من قبل شعور يشبه ما تشعر به عندما تلتقى مصادفة بمصرى فى إحدى رحلاتك خارج الوطن تجد نظرات متبادلة يعلوها إبتسامة بشوشة ودعم وتشجيع منقطع النظير وأول كلمة ترحيب تقال وقتها … (تنسيقية).
حقًا فرصتى الاستثنائية أن أتجول داخل هذا الكيان ليس لإتعلم السياسة بمفهومها الجديد وأمارسها فقط بل لأمارس الإنسانية والوطنية بكل معانيها , فى عيدها الخامس أتمنى أن يشع نور هذه التجربة وتنتشر تلك الممارسات لأجدها فى كل شارع وبيت ومدرسة وجامعة ومكان عمل, هذا ما أطمح له وأنا أكتب هذه الكلمات أن تكون فرصتى الإستثنائية هى بوابة العبور الى الجمهورية الجديدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.