د. شريهان إبراهيم منصور تكتب | العنف الرقمي ضد المرأة

0 289

انطلاقًا من حقيقة أن العنف الرقمي المُمارس ضد المرأة يعد امتدادًا للعنف الموجه ضدها فى العالم الواقعى، لذلك فإن العنف الرقمي يُعد سلوكًا مُتعمدًا يقوم به فرد أو مجموعة أفراد عبر أحد تقنيات مواقع التواصـل الاجتماعى الإلكتروني وأدواتها المختلفة بهدف الإيذاء المادى أو المعنوى للآخرين.
ويتسم العنف الرقمي بأنه أشد قسوة مقارنة بالعنف الواقعي، حيث يتمتع الجناة فى النوع الأول بإمكانية إخفاء أسمائهم وهوياتهم الحقيقية ، ولا يُعرف حجم تأثير جرائمه على الضحية والتى قد تؤدى فى بعض الأحيان الى الانتحار خوفا من الوصم والتمييز أو التشهير التى قد تتعرض له المرأة أو أسرتها، كما أن هذا النوع من العنف المُوجه ضد المرأة لا تمنعه حدود المكان أو الزمان.
من ناحية التأثير السلبي للعنف الرقمي عادة ما تعانى النساء اللاتى يتعرضن لنوع أو أكثر من أشكال العنف الالكترونى من الاكتئاب والانعزال والشعور بالوصم والخزى، وفى بعض الأحيان قد يلجأن إلى الانتحار.
ومن ناحية التأثير الاجتماعي، عادة ما تفضل أسر الضحايا عدم الإفصاح عن الجرائم الإلكترونية التى تتعرض لها لنسائهم خوفًا من نظرة المجتمع والمحيطين، فيلجأون إلى الصمت مع الإحساس بالقهر الاجتماعى وعدم القدرة على معاقبة الجناة الذين أساءوا لنسائهم.
كما يؤدى العنف الرقمى أيضا
إلى التشهير بالضحية مما يترتب عليه فقدانها للعمل وتقليص فرصتها فى الإلتحاق بعمل آخر، ويزداد الأمر سوءًا إذا كانت الضحية متزوجة تعول الأسرة وهذا يؤثر بشكل مباشر على الأبناء.
لذا يجب العمل علي توعية المرأة بكل حقوقها وكيفية الحصول عليها ومواجهة هذا العنف بكل أنواعه واشكاله ومساندتها نفسيًا واجتماعيًا وحصولها علي الدعم من أسرتها وزملائها للحفاظ علي كرامتها وكينونتها كامرأة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.