راوية حسين تكتب | الإعلام … هل ضلت رسائله السبيل؟ (2 – 2)

0 159

هناك عشرات البرامج وربما المئات، عبارة عن مطابخ فارهة الثراء في الديكورات وخامات للأكلات وإمكانيات للعمل عليها، جميعها لا تتوفر في ٨٠% من البيوت المصرية، “ولا يقدر ع القدرة إلا القوي”، والسؤال هنا: من تخاطب هذه البرامج؟!، وكأنهم يخرجون ألسنتهم بالكيد للفقراء والبسطاء، ثم يقدمون السبيل في الدراما وسيناريو الإجرام جاهز للتنفيذ، والثغرات مدروسة! أما هذا فبرنامج ينفق الملايين لعمل مفاجآت رعب متفق عليها مع فنانين حتى يضحك الجمهور على حاله وعنائه ضحكات تطوي الحسرات. هذا أيضًا ممثل يكاد يستحوذ على أكثر من ثلثي بطولات الأفلام والمسلسلات ثم يشغل الثلث الفارغ من وقته ببرامج لا هدف منها غير اجتماع أهل الفن المزيف ببعضهما البعض. وهذا برنامج لصحفي ليس بفقيهٍ في الدين، إنما تقوم رسائله على هدم بنية الدين والعقيدة.
أما برامج “المصطبة” عفوا أقصد برامج المرأة، فانقسمت بين اثنتين، واحدة توجه الفتيات لكيفية التعامل مع الرجال والحرص معهم، والأخرى تُعيد النساء لعصور الظلام، هذا بعد أن انفقت الملايين لتغيير هيئتها، حتى تحقق أعلى درجات المشاهدة والأرباح ولعلها تظفر بالشهرة والمكاسب على عاتق امتهان كل نساء ورجال المجتمع، وهكذا، فكأن رسالة الإعلام أصبحت تقول لنا: الحياة علاقة جسدية بين رجل وامرأة ثم الحرب بينهما، ثم مال وثراء فاحذ بأي وسيلة ومن أي اتجاه، ودعك من الدين فلا مجال له غير الإرهاب؛ فأقبل للحرية بلا قيد والتهم من يعرقلك وإن كان أبيك، واقتنص الفرص للتربح حتى لو خنت بلدك، ولا تعبأ بمحرمات، أما القانون فهناك ألف سيناريو للتحايل عليه٦ والإفلات منه، فالحياة أموال ونساء وحرية بلا قيود أو أطر وجنس بغير عفاف “وكل هذا يمكن أن يتحقق بالفهلوة والتبرأ من الأديان والتحايل على القانون أو ترويضه أو إطعامه.
أخيرًا، هل لنا أن نتخيل حجم الإنفاق والسفه على هذه البرامج المدمرة للمجتمع، وعلى هذه الدراما الفاضحة والمسيطرة وعلى هذا التجميل المزيف، المستقطب وعلى الدعاية المستفزة الكاذبة وفي النهاية يقف مثل هؤلاء في إعلان لطلب جمع تبرعات للمرضى والفقراء… ولا تعليق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.