رحاب عبد الله تكتب | في يوم المرأة العالمي.. ارفعوا الوصاية عن النساء

0 198

يوم المرأة العالمي.. يبدو ظاهريًا وكأنه يومًا للاحتفال بالمرأة وتكريمها ولكن تكريم المرأة ومنحها ما تستحقه ليس فقط بتخصيص يومًا لها بل إن ما تنتظره كل إمرأة هي أمنية بسيطة جدًا ولكن رغم بساطتها تبقى أصعب ما يمكن على العقل البشري، خاصة العربي، تفهمه أو القبول به.. إن الحلم الأكبر والأهم للمرأة هو أن تُعامل كإنسان.
تبقى المرأة بمجرد ميلادها تحت وصاية الأب أو الأخ الأكبر أو أي رجل يرعى الأسرة، هي ملكا لهم بالكامل؛ إن أخطأت فإن أول ما تواجهه كلمة “مافيش راجل يربيها” في حين إن أخطأ الرجل يُلتمس له ألف عذر وإن أدين يدان بشخصه وليس بأهله وأحيانًا يكون أهله معروفين بُحسن الأخلاق فيقولون: “يخلق من ظهر العالم فاسد”، فالرجل إنسان إن أخطأ يُحاسب أما المرأة إن أخطأت لابد أن نبحث عن رجل ليربيها.
الرجل يختار دراسته وعمله وإن أراد السفر للدراسة أو العمل له كامل الحرية والدعم أما المرأة فلا، إلا من رحم ربي.. الرجل يختار توقيت زواجه حتى لو لم يتزوج فهو رجل وأعزب أما المرأة فلا يحق لها أن ” تتبتر” على النعمة وعليها أن تُسرع في الزواج والإنجاب وإلا باتت عانس وموصومة.
إذا تزوجت المرأة تنتقل مفاتيح سجنها إلى الزوج فلا تتحرك إلا بإذنه ورغبته وإن أحسنت فلأن زوجها رجل “محترم” وإن أساءت فلأن لها رجل “مش عارف يشكمها”.
خلاصة ما تعانيه المرأة في مجتمعاتنا البائسة هو أنها لا تزال مجرد متاع فهي لم ترتقي لمرتبة الإنسان بعد، من حق وليها أن يُقرر مصيرها وأن يُعاقب حتى على أخطائها، فهي تخطىء لأنه لم يحسن تربيتها أما الرجل فنكتفي بأن ندعو له “ربنا يهديك”.
إن العيد الحقيقي الذي انتظره كإمرأة هو ذلك اليوم الذي تُعامل فيه النساء كإنسان من حقها تقرير المصير ومن حقها أن تُخطىء وتتحمل نتائج خطأها كاملة بعيدًا عن الولي أو الزوج، تحاسب كالرجل أمام المجتمع والقانون مثلما سيحاسبنا الله الذي لن ينظر لجنسنا بل سينظر لأعمالنا وطاعتنا.
إن المجتمع الذي لا يتحمل أن تُخطىء المرأة أو أن تتخذ قراراتها هو مجتمع بائس مهما أوتي، مجتمع ضعيف يبحث عن من هو أضعف منه ليشعر بقوته، مجتمع لا يعرف الرجولة إلا في تلك اللحظة التي يفرض فيها رأيه وقراراته على المرأة.
لا ننكر أن السنوات الأخيرة شهدت دعم غير مسبوق للمرأة من قِبل القيادة السياسية ولكن المجتمع نفسه لا يزال غير مؤمن بإنسانية المرأة، ولا يزال يرفض أن يتركها دون تدخل سافر في اختياراتها وقراراتها.
في النهاية إذا أردت أن تصل لمجتمع قوي فعليك بمنح الحرية لكل من فيه ورفع الظلم والاضطهاد عن المضطهدين أو الضعفاء سواء كانوا نساءً أو أطفالًا أو أقليات عرقية ودينية؛ فمجتمع عادل هو مجتمع إنساني قوي، ودون ذلك فلا تلومن إلا أنفسكم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.