رضا سليمان يكتب | أيها الشاب، أنت الحاضر والمستقبل

0 417

من رجل خمسيني كان في صدر شبابه يعيش في ظل نظام لا يولي الشباب أي اهتمام أو رعاية خاصة على المستوى الإداري في الدولة، لا مناصب للشباب، لا مشاركة في الحياة السياسية بشكل صحيح، تفريغ طاقات الشباب كانت بشكل مستمر في أمور سطحية وموضوعات لا علاقة لها بالواقع، المقاعد القيادية تظل لرجال بعينهم مهما طال بهم العمر، تتحول المسميات فقط من مدير إلى مستشار إلى أن يبلغ السن القانونية.

أذكر أنه ذات يوم قيل لي بالنص، وكنتُ وقتها اقترب من الثلاثين: “أنت مستعجل على أيه، أنت لسه صغير قوى!”، مع ابتسامة ودهشة، وكأن الشعر الأبيض كان تذكرة دخول للحصول على المناصب.

تمر السنوات وتتغير البلاد بعد كثير من العثرات حتى نصل إلى مرحلة الاستقرار في ظل نظام يدرك قيمة الشباب وضرورة احترامه واستغلال طاقاته شأن كل الدول المتقدمة، بل نتخطى هذه الدول في بعض الأمور، ولما كنا تخطينا مرحلة الشباب فعلينا أن نرشدهم لاستغلال هذه الفرصة حيث ظهر المؤتمر الوطني للشباب ومن بعده منتدى شباب العالم وكان ذلك بالتحديد في 25 أبريل 2017، عندما عرض مجموعة من الشباب المصري، خلال المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية، مبادرتهم لإجراء حوار مع شباب العالم. على الفور استجاب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأعلن دعوته لجميع الشباب من مُختلَف دول العالم، ليعبّروا عن آرائهم وعن رؤيتهم لمستقبل أوطانهم وللعالم أجمع، وحدث بالفعل أن عُقِد منتدى شباب العالم عدة دورات، ليعبر الشباب المصري وغيرهم من مختلف دول العالم عن رؤيتهم والخروج بمبادرات وتوصيات مهمة في حضور عدد كبير من قادة وزعماء العالم ، ولا شك ان استقبالهم واحتضانهم هنا على أرض مصر يحمل في طياته الكثير من المعاني. وهناك البرنامج الأهم وهو البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، حيث أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي هذا البرنامج معلقًا بمقولته الشهيرة عن الشباب “شباب مصر هم أمل مصر…بحماسهم الوطني وكفاءتهم العلمية نبنى مصر المستقبل.. بإخلاصهم ستحيا مصر”، وهذا البرنامج يهدف لإنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة على تولّي المسؤولية السياسية، والمجتمعية، والإدارية في الدولة. وتمثل هذه القاعدة النواة الطبيعية لمجتمع عامل منتج، ومتفهم للطبيعة المعقدة للتحديات التي تواجه الوطن، ولديه القدر الكافي من المعرفة السياسية والبناء الأخلاقي، لمواجهة موجات حروب الإرهاب، والإفساد، وتدمير المجتمع. ويحدد البرنامج الرئاسي مهمته في عدة محاور هي: توسيع قاعدة المشاركة الشبابية في إدارة الدولة. تهيئة آلاف الشباب لتولي مناصب قيادية. خلق نموذج للتعليم والتدريب العملي المحترف، يسهل تكراره على نطاق أوسع. تدعيم الهيئات الحكومية والوزارات بكفاءات حقيقية قادرة على تحسين مستوى الأداء، والإنتاجية، وحل المشكلات المزمنة. رفع مستويات الوعي السياسي والثقافي، من خلال إعطاء صورة شاملة عن النظم السياسية، والحكومية ونظم إدارة المؤسسات. توفير مساحة التواصل المباشر بين الدولة بمؤسساتها ومئات الآلاف من الشباب، بشكل مباشر وبدون وسطاء. البرنامج الرئاسي عبارة عن كيان مستقل تابع لرئاسة الجمهورية، ويدار من خلال إدارة متخصصة محترفة ويتعاون في تنفيذه عدداً من هيئات ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني. يحصل المتخرجين من البرنامج على شهادة من الاكاديمية الوطنية للتدريب وتأهيل الشباب بعد اجتيازهم المراحل المختلفة للبرنامج، والتي تتضمن ثلاثة محاور رئيسية (علوم سياسية واستراتيجية، علوم إدارية وفن القيادة، علوم اجتماعية وإنسانية) ويتخلل ذلك أنشطة رياضية، وثقافية، وفنية. يطبق البرنامج نموذجًا تعليميًا مرتكزًا على مفهوم اكتساب الخبرات، حيث يتلقى الدارسون المادة العلمية في صورة محاضرات نظرية، يليها تطبيق عملي مباشر على أرض الواقع من خلال تطبيق المحاكاة للنماذج المختلفة. يلتقي الدارسون خلال فترة البرنامج عدداً من رموز الفكر والثقافة، لإثراء القاعدة المعرفية لديهم. لذا عزيزي الشاب اغتنم هذه الرغبة الحقيقية في التغيير والتوجه إلى بناء جديد يعتمد على شباب متعلم مثقف يدرك خطورة المرحلة.. يعتمد عليك أنت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.