سامح هليل يكتب | الاقتصاد المصري والحرب في غزة

0 279

ارتفعت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحرب بين غزة وإسرائيل خلال الأيام الماضية لتتجاوز عشرات المليارات من الدولارات على الجانبين. وأطلقت مؤسسات دولية تحذيرات من تداعيات اقتصادية للحرب بين غزة وإسرائيل بعد تفاقم الأوضاع واستمرار إسرائيل في قصف قطاع غزة بلا هوادة. ولكن كيف ستتأثر مصر بالحرب الدائرة بين غزة وفلسطين إذا ما طال أمدها؟
بالفعل بدأت منتجعات سياحية مصرية بسيناء تفقد إيرادات بعد اشتعال نيران الحرب بين قطاع غزة وإسرائيل إذ هرع السائحون الإسرائيليون للمغادرة. وبلغ عدد السائحين الإسرائيليين الوافدين إلى مصر بنهاية عام 2022 نحو 735 ألف سائح أغلبهم يدخل إلى البلاد عبر معبر طابا البري وفق إحصائيات إسرائيلية رسمية أوردتها شبكة ” بي بي سي” البريطانية.
وارتفعت إيرادات مصر السياحية خلال العام المالي 2023-2022، بنسبة 26.8% على أساس سنوي. وقال البنك المركزي المصري في بيان الأسبوع الماضي إن إيرادات قطاع السياحة خلال السنة المالية 2022-2023 ارتفعت إلى 13.6 مليار دولار خلال العام المالي الماضي مقارنة بنحو 10.7 مليار دولار في العام المالي السابق عليه. وأوضح أن زيادة الإيرادات السياحية ترجع إلى ارتفاع كل من عدد الليالي السياحية بمعدل 27.6% ليسجل نحو 146.1 مليون ليلة وعدد السائحين الوافدين إلى مصر بمعدل 35.6% ليسجل نحو 13.9 مليون سائح.
الطيران: علقت شركة “مصر للطيران” الرسمية رحلاتها إلى إسرائيل يوم الاثنين الماضي وسط القتال الدائر بين الإسرائيليين والفلسطينيين وإن الرحلات الجوية بين القاهرة وتل أبيب “باتت معلقة حتى إشعار آخر. وتنظم مصر للطيران رحلة يومية بين مطاري القاهرة الدولي وبن غوريون الدولي الواقع خارج تل أبيب.
واردات الغاز: ذكرت شركة شيفرون الأميركية المشغلة لخط أنابيب غاز شرق المتوسط البحري بين إسرائيل ومصر إنها قررت تحويل صادرات الغاز إلى مصر عبر خط من الأردن.
وكانت مصادر صناعية وحكومية قد قالت يوم الثلاثاء الماضي إن شركة شيفرون أوقفت تصدير الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب غاز شرق المتوسط (إي.إم.جي) البحري بين إسرائيل ومصر.
ويمتد خط أنابيب غاز شرق المتوسط من مدينة عسقلان بجنوب إسرائيل على بعد نحو 10 كيلومترات شمالي غزة إلى العريش في مصر حيث يتصل هناك بخط أنابيب بري.
ويعد خط الأنابيب البالغ طوله 90 كيلومترا هو الرابط الرئيسي بين مصر وحقل الغاز البحري الإسرائيلي العملاق ليفياثان الذي تديره شركة شيفرون.
وقالت وزارة الطاقة الإسرائيلية في بيان إن “شيفرون” طلبت تصدير الغاز عبر خط أنابيب بديل يربط ليفياثان بالأردن ومصر معروف باسم خط الغاز العربي وعلَقت إسرائيل الاثنين الماضي الإنتاج في حقل غاز تمار قبالة ساحلها الجنوبي وفي أوائل عام 2020 بدأت إسرائيل تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر وجاءت هذه الخطوة بعد وقت قصير من بدء تدفق الغاز الطبيعي من حقل غاز ليفياثان.
تستورد مصر الغاز الإسرائيلي وتعيد تصديره بعد إسالته في محطتي الإسالة التابعتين لها في إدكو بقدرة 1.35 مليار قدم مكعب يوميا ودمياط بقدرة إسالة 750 مليون قدم مكعب يوميا.
وبالتاكيد سوف تتاثر مصر حال تراجع واردات الغاز الإسرائيلي خاصة أن الحكومة كانت تستهدف زيادتها في الفترة المقبلة لتصديره إلى أوروبا.
واردات النفط: تسببت الحرب في ارتفاع أسعار النفط الذي تستورده مصر لتلبية احتياجاتها من الوقود لكن الزيادة في الأسعار لم تصل بعد السعر المتوسط المقدر في موازنة العام المالي الجاري عند 90 دولارا للبرميل. وكان الخامان القياسيان قد ارتفعا أكثر من 3.50 دولار يوم الاثنين إذ أثارت الاشتباكات العسكرية مخاوف من أن الصراع قد يمتد إلى ما هو أبعد من قطاع غزة ولكنهما أغلقا على انخفاض في جلسة أمس الثلاثاء نقلاً عن وكالة “رويترز”.

حجم التجارة: وفق بيانات من وزارة الاقتصاد الإسرائيلية فإن الجانبين كانا يستهدفان أن يصل حجم التجارة السنوية (باستثناء صادرات السياحة والغاز الطبيعي) إلى نحو 700 مليون دولار بحلول عام 2025 ارتفاعا من نحو 300 مليون دولار في عام 2021. وسجلت صادرات مصر عبر اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة “QIZ” التي أبرمتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل 1.5 مليار دولار وفق بيانات غرفة التجارة الأميركية في مصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.