سيف عصام يكتب | الحروب وصناعة النظام العالمي

0 247

علي مر العصور السابقة، وتحديدًا في العصور الحديثة حدثت العديد من الاحداث، التي، غيرت وجه الخريطة السياسية والجيوسياسية في العالم، ولعل أبرز وأهم هذه الاحداث الحروب التي حدثت في أوروبا، والتي بدورها أثرت علي العالم اجمع، مما ادي الي تطور شكل النظم والمؤسسات السياسية، حيث ادي هذا التطور الي تبلورها بالشكل الحالي.
معاهدة وستفاليا: كانت المحاولة الاولة لإنشاء وبلورة نظام دولي، حدث عقب اجتماع الدول المتحاربة في حرب الثلاثين عاما للتفاوض علي إنهاء الحرب، حيث شاركت معظم الدول الأوربية في سلسلة طويلة من الصراعات والمعارك، التي، مزقت أوروبا بين عامي ١٦١٨-١٦٤٨م، كان سبب اندلاع الحرب في البداية الصراعات الدينية والمذهبية، لكن نتج عن هذه الحروب الدينية صراع سياسي بين مملكة فرنسا وهابسبورج لبسط النفوذ والسلطة علي الدول الاخري.
نتج عن هذه الحرب بروز فرنسا كأقوى دولة في أوروبا وسلالة آل بوربون، وتقلص سيادة آل هابسبورج، بالإضافة إلي إقرار مبدأ سيادة الدول، ويعتبر من أهم مخرجات هذا الصلح، وتراجع دور وسلطة الكنيسة في السياسة، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، يمكن القول ان هذا النظام تعرض لتغيرات بسبب حرب السنوات السبع ١٧٥٦-١٧٦٣م و الحرب النابليونية التي اندلاعت بين عامي ١٨٠٣-١٨١٥م.
حرب السنوات السبع: في منتصف القرن الثامن عشر، اندلاعت حرب طاحنة بين القوتين العظمتين بريطانيا وفرنسا، امتدت الي أوروبا والهند والأمريكتين وأفريقيا وآسيا، حيث يمكن اعتبراها اول حرب عالمية في التاريخ، يمكن تحديد سبب قيام الحرب في سببين رئيسين هما السباق الاستعماري بين فرنسا وبريطانيا علي الاراضي في امريكا والسبب الثاني محاولة بسط السلطة والنفوذ علي المانيا التي لم تكن موحدة في ذلك الوقت، انتهت الحرب الانجلو-فرنسية بتوقيع معاهدة باريس ١٧٦٣م، والتي تضمنت سلسلة صعبة ومعقدة من عمليات التنازل وتبادل الاراضي، ومن أهم نتائج هذه الحرب ظهور بريطانيا كآكبر قوة استعمارية علي حساب فرنسا، بالإضافة إلي تثبيت مركز ومكانة بروسيا(اتحاد بين الولايات الألمانية) كقوة عظمي في أوروبا.
الثورة الفرنسية وحروب نابليون: قامت بعد الثورة الفرنسية، حروب عرفت باسم حروب الثورة الفرنسية، والتي قامت بسبب رغبة دول أوروبا بدعم ملك فرنسا لويس السادس عشر، أو الاستفادة بحالة الفوضى في فرنسا، ثم قاد نابليون بونابرت حروبه الشهيرة بسبب نشر الثورة والدفاع عن فرنسا من اعدائها في أوروبا، لكنها انتهت بهزيمة نابليون خصوصا في معركة واترلو.
مؤتمر فيينا ١٨١٥م: تم توقيع اتفاقية فيينا بعد هزيمة نابليون خلال ذلك المؤتمر، والتي نصت علي العديد من البنود اهمها ، حرية الملاحة النهرية، وحياد سويسرا، واقرار مبدأ توازن القوي، كما كان يسعي المؤتمر الي تحجيم قوة فرنسا.
الحرب العالمية الاولي(١٩١٤-١٩١٨م) والثانية(١٩٣٩-١٩٤٥م): لم يستمر توازن القوي الذي قام بين ١٨١٥ و١٩١٤م ، تلاشي ذلك النظام بعد الحرب التي قامت بين دول المركز والحلفاء، ادت تلك الحرب الي انشاء عصبة الأمم، ونظام الانتداب.
لم تمتلك عصبة الأمم هيئة تنفيذية مثل مجلس الأمن الحالي مما ادي الي فشلها وقيام الحرب العالمية الثانية بين دول المحور والحلفاء، والذي نتج عنه نظام الأمم المتحدة الحالي واندلاع الحرب الباردة والتي انتهت بسقوط الاتحاد السوفيتي.
حروب روسيا ٢٠٠٨ إلى الآن: توسع حلف الناتو علي حساب قوة مهزومة بعد الحرب الباردة وفي هذه الحالة روسيا مهد الطريق لصعود بوتين مثل صعود هتلر وموسليني بعد الحرب العالمية الأولى، ونتج عنه حرب جورجيا عام ٢٠٠٨م وحرب اوكرانيا التي بدأت عام ٢٠١٤ وأخذت شكلا جديد في عام ٢٠٢٢.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.