شيماء محسب تكتب | العولمة والهوية الثقافية

0 296

يقترن وجودنا التاريخي والجغرافي بالوجود الثقافي هذا الوجود الذي يحدد خصوصيتنا الثقافية ويشكل هويتنا وانتماءاتنا لكن هذا الوجود بات مهددا في الوقت الذي أصبحت المجتمعات الغربية تروج لثقافاتها وأنماطها السلوكية المتناقضة مع شخصيتنا العربية عبر وسائل إعلامية مختلفة والتي غدت العقول وأصبحت تشكل في هويتنا الثقافية أمام الآخر فقد كثر الحديث عن الهوية في الوقت الذي تلح فيه الضرورة على أجندة قضايا مجتمعاتنا العربية أسباب وسبل حضورنا على المعترك الحياتي

إن الهوية الثقافية والحضارية لأمة، هي القدر الثابت والجوهرية والمشترك السمات والقسمات التي تميز حضارة أمة عن غيرها من الحضارات والتي تجعل الشخصية الوطنية أو القومية طابعا تتميز به عن الشخصيات الوطنية القومية الأخرى
تتعرض ثقافتنا وخصوصيتنا إلى خطر كبير من جراء ظاهرة العولمة و تمثل العولمة أخطر التحديات المعاصرة للهوية الثقافية وهذه الخطورة لا تأتي على الهيمنة الثقافية التي تنطوي عليها العولمة فحسب وإنما على الآليات والأدوات التي تستخدمها لفرضها
نجد بعض التحديات التي تواجهنا منها وسائل الإعلام وسيلة للسيطرة الثقافية الغربية كم تعد وسيلة للاحتراف الثقافي وتهديم الخصوصيات الثقافية، فالهيمنة الإعلامية اليوم ليست مشكلة إعلامية فحسب بل مشكلة ثقافية حضارية تؤدي إلى التشكيك في الثقافة العربية والهوية القومية.
إثارة الشبهات حول الهوية العربية الإسلامية من خلال التشكيك في الثقافة العربية ومحاولة طمس حقيقة وهوية مجتمعاتنا من خلال جرد الموطن العربي بواقعه الثقافي.
الترويج لقوى عولمة الثقافة والتركيز على نشر الثقافة الغربية وجعلها النمط الثقافي السائد بنشروجعلها النمط الثقافي السائد بنشر مبادئه وقيمه من أجل النيل من خصوصية ثقافتنا العربية الإسلامية وتدمير هويتها
و يعتبر الترويج للقيم والثقافات والسلوكيات التي ذوبت خصوصيتنا الثقافية وهويتنا فكيف يمكن أن نصنع الجيل والنشء القادم وتأكيد هويته في عالم اليوم.
و إيضا تذويب الثقافة العربية الإسلامية من خلال نقل الثقافة الغربية وخاصة الأمريكية من خلال الصراع بين الاستيعاب والإذابة من جانب الثقافة العالمية والخصوصية والاستقلال من جانب الثقافة العربية و فرض التبعية على الثقافة العربية الإسلامية من خلال عملية التذويب الثقافي وفرض التبعية على الثقافات الأخرى في إطار المكون الثقافي المعولم المتمثل في الثقافة الغربية

إذن للقضاء على الهيمنة الثقافية وما أفرزته العولمة لابد من خلق أدوات لتحريك وجودنا الثقافي والمحافظة على خصوصياتنا وهويتنا أمام الأخر وتحقيق وحدة الهوية الثقافية العربية من خلال بناء نموذج ثقافي وطني قومي من جهة والانفتاح على العالم الخارجي من جهة أخرى، فمواجهة العولمة تقضي التعامل معها وليس الذوبان فيها الأمر الذي يؤدي إلى إذابة خصوصياتنا وهويتنا.
وفي هذا المقال عرضننا أهم تحديات التي تواجه الهوية الثقافية في ظل العولمة و السؤال المهم الذي يجب أن يدور في أذهاننا هل يستطيع الإنسان أن يعيش بهويات متعددة دون أن يفقد أصالته القومية ؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.