عزيز عبد الرحمن يكتب | التوحد تنوع عصبي

0 155

منذ حوالي قرن من الزمان، حاول الباحثون والأطباء إيجاد علاج دوائي للتوحد، وبرغم تعدد نماذج التشخيص وعلاج التوحد والتي استمرت لعقود من دون نتيجة. أكثر من ذلك لم يتم التوصل إلى تعريف توافقي للتوحد، فلا التصنيفات ولا الأدلة الدولية المتتالية تمكنت من الإجابة على هذه الأسئلة الأسئلة بشكل واضح ونهائي.
يقول ستيرنبرغ إن سلوك بعض الناس يبدو غير قابل للتفسير فيما يتعلق بما نحن عليه إنه يتساءل لماذا يفكر الناس أحيانًا ويتصرفون بغباء لدرجة أنهم ينتهون لتدمير حياتهم عندما يعملون بشكل جيد على أساس يومي. وفقًا له، يجب ان نسجل ملاحظة مهمة وهي أن الغباء لا يشير إلى الإعاقة الذهنية أو أي من التسميات المعتادة الممنوحة للأشخاص الذين يعانون من ضعف الأداء.
قد يتم الحكم بشكل خاطئ على شخص مصاب بالتوحد على أنه يفتقر إلى التعاطف، وهي في اتخاذ قرار بشأن الاستجابة والتعبير عنها. تملي الاستجابات للإشارات العاطفية للآخرين حيث قد يبدو أن المصابين بالتوحد يفتقرون ظاهريًا إلى التعاطف، في حين أنهم في الواقع لا يتبعون نفس نص الاستجابة الذي يتبعه الشخص المصاب بالنمط العصبي. إذن لفهم مظاهر وتجربة التعاطف في التوحد هو التعرف على الانتباه الاجتماعي ومعالجة المشاعر والعمليات السلوكية المعيارية التي تحيط بالظاهرة. إذا لم نفصل مشاعر التعاطف عن هذه العوامل الاجتماعية والمعرفية الأخرى، فسنقلل من شأن التعاطف لدى المصابين بالتوحد، بينما نفشل أيضًا في تطوير واختبار نظرية شاملة للتعاطف. هناك فرق بين قضيتين واضحتين التعاطف والتعبير عن التعاطف وهما ليس امرا واحدا اما التعاطف فهو موجود في كل إنسان أما التعبير عنه فانه يخضع لخصوصية الثقافة البشرية في زمن معين كيف كان سكان الكهوف يتعاطفون؟ وكيف سوف نتعاطف بعد ثلاثة الاف سنة من الآن؟ لا أحد يملك الإجابة لكن الكل يتهم أطفال التوحد بعدم التعاطف.
يبدو أنه الوقت لكي نفهم الآن أنه بدل النظر إلى التوحد كاضطراب نمو عصبي فانه يبدو اكثر كمتلازمة أو كوكبة من الأنماط الظاهرية، والتي تميل مجموعاتها إلى التواجد معًا في كثير من الأحيان نسبيًا، أو مجموعات منها عند العثور عليها معًا تسبب مشاكل خاصة للأطفال والأسر والمجتمعات سيعرض أي فرد مصاب بالتوحد مجموعة فريدة من نوعها إلى حد ما من هذه الأنماط الظاهرية، والتي ترجع إلى تركيبها الجيني الفريد إلى حد ما وبيئتها التنموية المبكرة. من خلال هذا المنطق البسيط، لا ينبغي اعتبار أي تشخيص للتوحد على أنه أي نوع من نقاط النهاية، ولكن كعلامة أولية تقريبية نحو التحديد النهائي للأسباب الجينية، التنموية، الهرمونية، العصبية، النفسية، و/أو البيئية لتغيير كل فرد. الإدراك والتأثير والسلوك المرتبط بالتوحد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.