علاء عصام يكتب | التنسيقية والبرنامج الرئاسي .. تراكم رجال دولة

0 213

عانت مصر خلال حقبة العصر المباركي، من ترهل أعمار رجال الدولة، الذين لم يسمحوا للشباب بتولي مواقع المسؤلية علي مدار سنوات طويلة، علي الرغم من أن مصر دولة شابة وتستحق أن يتولي مسؤلية حل ازماتها، ويقدم مقترحات لتقدمها جيل مازال ينبض بالحياة والحيوية.

وليس المقصود برجال الدولة من يتولون المناصب التشريعية والتنفيذية والرقابية فقط، بل هم من استطاعوا من خلال الممارسة والتدريب والتثقيف، التعرف علي دولاب عمل الدولة، وابعاد أمنها القومي، وقادرين علي العمل في ظل منظومة سياسية معقدة، وفي غاية الصعوبة ومحاطة بالصراع والأزمات، ولا تؤثر كل هذه المشكلات علي عملهم الصارم والدقيق والمحفوف بالمخاطر، ويظلوا قادرين علي أتخاذ قرارات تطور من عمل هذه المنظومة في أصعب الأوقات، وحماية دولتهم لأخر دقيقة من خلال مناصبهم، حتي لو يعلمون أنهم سيرحلوا عن المنصب بعد دقيقة من مواقعهم.

وللحقيقة مفهوم رجل الدولة يحتاج لسلسلة مقالات بل وكتب، حتي أعطي هذا المفهوم حقه، ولكنها مجرد محاولة مختصرة لتوضيح المعني، وأما بعد فدعوني أعود لأوضح كيف تغلبت الدولة قدر الأمكان علي أزمة ترهل اعمار رجال الدولة، واسباب توجه الدولة بعد ثورة ٣٠ يونيو وتحديدا بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي السلطة في ٢٠١٤ نحو دعم منظومة العمل الشابة في كل المواقع السياسيه والأعلامية.

وفي ظني ادرك الوطنيين في هذه البلد ومن تولوا السلطة في عام ٢٠١٤ ، خطورة غياب الشباب عن مواقع المسؤلية، وأزمة نقص رجال الدولة وخاصة الشرفاء منهم والمخلصين والجادين ليواجهوا الجماعات الإرهابية والاحتكارات والفساد، الذي عشش في مواقع السلطة، علي مدار ٣٠ سنة، وأصبح رجال سلطة مبارك في شراكة مع جماعة الإخوان والمحتكرين الذين حققوا ثرواتهم من خلال الاقتصاد الريعي الذي ينموا علي فساد بيع الأراضي وتجارة العملة والأثار ونهم الأستيراد علي حساب الأنتاج والتصدير والبناء لسنوات طويلة.

وهنا أصبح الشباب الذين فقدوا كل أمل لهم، في بناء مجتمع مدني ديمقراطي حديث وأنتاجي، هم الحل السحري المقنع للتعبير عن أقرانهم والذي وصل عددهم لخمسة وستين بالمائة من تعداد الشعب المصري أي حوالي ٦٧ مليون مصري من اصل ١٠٦ مليون حسب أخر إحصاء.

كما أن دعم وتدريب وتأهيل هؤلاء الشباب، داخل البرنامج الرئاسي وتنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين وأحزابهم وخوض تجربة العمل السياسي بشكل عملي في مواقع السلطة التنفيذية والتشريعية، ساهم في تحولهم لرجال دولة يتحلون بما ذكرته من مهارات رجال الدولة في بداية المقال، وأصبحت الدولة لديها اجيال من الشباب في مختلف مواقع المسؤلية، مؤمنين بأعمدة الجمهورية الجديدة ومدافعين عنها في مواجهة الأخونة والفساد والأحتكارات.

وأصبحنا أمام حلم يتحقق يوم بعد يوم، عبر تراكم خبرات ومهارات، جاءت عن طريق الممارسة العملية المستدامة، بدعم من رأس الدولة والوطنيين حولة، ساهمت في أنتقال مصر لمنافسه دول كبري تقدم نماذج لوزراء ونواب وكبار المسؤلين في العشرينيات والثلاثينات من الجنسين.

ولازلت أعتقد انه كلما مرت السنوات ،فسوف تمتلك مصر رصيد هائل من رجال الدولة في مختلف المجالات والمواقع، ونصيحتي لهم لا تبخلوا عندما تبلغون عمر الأباء والأجداد، من أتاحة الفرصة امام الأجيال القادمة، واحذروا من مغريات السياسة حتي لا تقعون في نفس الفخ الذي وقع فية رجال مبارك والعصابة الإرهابية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.