كريم صبحي على يكتب | المعارضة البناءة وتقبل الرأي الآخر

0 287

الاختلاف في الرأي لا يُفسد أبدًا للود قضية وفي حالة الحديث عن السياسة والشأن العام فيجب أيضًا أن نعلم جيدًا بأن الاختلاف في وجهات النظر لا يُمكن أن يُفسد أبدًا للوطن قضية ، والحديث عن الاختلاف في الرأي والاختلاف في وجهات النظر يجب أن يصل بنا جميعًا في النهاية إلى مُعارضة بناءة وقوية تسعى دائمًا إلى طرح وجهات نظر مُختلفة ومُتعددة هدفها الأول والأخير هو السعي الدائم نحو مصالح المواطن المصري البسيط مما يؤدي في النهاية إلى إقامة مناخ سياسي عام قائم على الحرية والديمُقراطية والعدل والمُساواة بين أبناء الوطن الواحد.
أعتقد ومن وجهة نظري بأن هناك الأن نوعان من المُعارضة المصرية فالنوع الأول هي تلك المُعارضة الهدامة والتي دائمًا ما تسعى إلى بث الفُرقة والانقسام في المُجتمع المصري وتلك المُعارضة الهدامة ستجدها دائمًا أو أغلبيتها تبُث أفكارها المسمومة من الخارج وهدفها الأول والأخير هو نشر العُنف والفوضى في الشارع المصري وذلك بالتأكيد سوف يخدم أهداف تلك الجماعة الإرهابية والتي لا تتوقف أبدًا عن مُحاولة الانتقام من الشعب المصري العظيم والذي رفض حُكمها في ثورة شعبية جارفة ذهبت بهم جميعًا إلى مزبلة التاريخ.
أما النوع الثاني من المُعارضة المصرية الحالية هي تلك المُعارضة البناءة والتي تشترك دائمًا في الجلوس على مائدة الحوار المصرية وأقصد هُنا تحديدًا مُشاركتهم في “الحوار الوطني المصري” مما أتاح لتلك المُعارضة فرصة عظيمة وحقيقية بأن تتكلم عن الخطط والرؤى والمُقترحات التي سوف تبني طريقًا جديدًا للخروج من تلك الأزمات التي تُحيط الأن بالمُجتمع المصري وخصوصًا الأزمة الاقتصادية الحالية والخانقة إلى أبعد الحدود وذلك بالتأكيد لن يتم إلا عبر استراتيجية تعاونية حقيقية تشترك فيها المُعارضة المصرية الوطنية البناءة مع الحكومة المصرية للبحث عن حلول غير تقليدية أو كما يُقال عنها دائمًا “حلول خارج الصندوق” وهذا كله في النهاية سيصُب في مصلحة الأمة المصرية العظيمة والتي أصبحت الأن بحاجة ماسة لسماع جميع الأصوات الحكيمة ومن كل الاتجاهات والتيارات الوطنية وذلك للتأكيد على لُحمة وتماسُك المُجتمع والوقوف معًا ودائمًا على قلب رجل مصري واحد.
أما عن تقبُل الرأي الأخر فالقيادة السياسية الحالية تسعى دائمًا لفتح قنوات تواصل جديدة فيما بينها وبين كافة أطياف المُجتمع المصري والدليل القاطع على ذلك الأمر هو دعوة السيد رئيس الجمهورية إلى حوار وطني واسع وشامل وحقيقي يجمع الحكومة بالمُعارضة للوصول في النهاية إلى مُخرجات سياسية واقتصادية ومُجتمعية تقضي نهائيًا على الأزمات الحالية وتخلق انفراجه سياسية واقتصادية جديدة ، ولذلك علينا أن نسعى جميعًا الأن إلى تبادُل الرؤى والأفكار المُختلفة وتقبُل الرأي والرأي الأخر في سبيل بناء دولة تعتمد المنهج الديمُقراطي التشارُكي كمنهج رئيسي وأساسي في حل جميع الأزمات الاقتصادية والخلافات السياسية .
في الختام أدعو الله عز وجل دائمًا بأن يحفظ علينا نعمة مصر والتي تتيح لنا جميعًا الاختلاف البناء والسلمي ومُشاركة الآراء والأفكار بروح مصرية مُتسامحة والجلوس على مائدة الحوار بكل عقلانية وآدمية وهذا المشهد المصري العظيم بالتأكيد يختلف كثيرًا عن بعض الدول التي تختار العنف والدمار وفرض الرأي بالسلاح والقوة والأمثلة كثيرة على ذلك الأمر ومنها وللأسف الشديد دول مُجاورة لنا وربما تُشاركنا حتى نفس الحدود على الخريطة الجُغرافية وهذا يؤكد بأن مصر هي دائمًا دولة المُعارضة البناءة وتقبُل الرأي الأخر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.