كريم صبحي علي يكتب | الشباب المصري وتنمية الوعي السياسي

0 262

جمهورية مصر العربية هي دولة يبلُغ عدد مواطنيها حالياً ما يفوق ال105 مليون نسمة ، ومن أهم النعم التي أنعم الله عز وجل بها على مصر بأنه سبحانه وتعالى جعلها دولة شابة لا تهرِم ولا تشيخ أبداً وهذا بطبيعة الحال لأن أكثر من نصف عدد سُكان ومواطني مصر هُم من الشباب والذين تتراوح أعمارهم مابين الثامنة عشر وحتى الأربعين عاماً وهذا ما جعل مصر من أكثر الدول التي تملك طاقات شبابية هائلة على مُستوى جميع دول العالم .
وعندما تملك دولة كمصر كُل تلك الطاقات الشبابية الهائلة فلابُد إذاً أن يكون هناك طريقين فقط لا ثالث لهُما لإحتواء كُل تلك الطاقات الهائلة والطريق الأول هو تهميش هؤلاء الشباب وتركُهم بدون أي هدف أو خطة يسعون إليها ويعملون من أجلها فتتلقفهم أيادي الإرهاب والمُخدرات والعصابات فيصلون في النهاية إلى الضياع المُطلق والكامل والفراغ القاتل مما سينتُج عنه في النهاية إتساع لرُقعة الجريمة والبلطجة والأفعال المُحرمة فيُصبحوا تهديداً حقيقياً للأمن القومي المصري ، أو نذهب إلى الطريق الثاني وهو الطريق الصحيح والسليم للتعامُل مع كُل تلك الطاقات الشبابية الهائلة وهذا الطريق لابُد أن يعتمد على عدة محاور أساسية لكي يكتمل وتتلخص هذه المحاور كالأتي :-
المحور الأول : تنمية الوعي السياسي : بما أن السياسة هي فن المُمكن فمَن أقدر من الشباب على جعل المُمكن حقيقة ملموسة تُنفذ على أرض الواقع ولذلك يجب وضع خطة إستراتيجية حقيقية من قِبل الدولة المصرية وقيادتها السياسية لجعل الشباب المصري مُثقف سياسياً أو ما يُسمى بمفهوم أشمل وأعم بتنمية الوعي السياسي لدى الشباب المصري ويتم ذلك عن طريق تدريس وتعليم الطُلاب في المدارس والجامعات الأُسس الصحيحة لمفهوم السياسة الداخلية والخارجية والدولية وأهمية المُشاركة السياسية في صناعة القرار المصري وربما يجب أن يتم ذلك مثلاً عن طريق إستحداث بعض المواد الدراسية لتعليم السياسة من قِبل خُبراء في وزارة التربية والتعليم لطلبة المرحلة الإعدادية فما فوق وحتى ينتهي الطالب من دراستُه الثانوية والجامعية فيتخرج الطالب المصري في النهاية وهو يعلم جيداً كيف يُشارك سياسياً في صُنع القرار المصري ليُتاح له بعد ذلك فُرصة للمُشاركة في الحياة الحزبية ومُمارسة السياسة عن طريق التكتُلات والأحزاب السياسية وبذلك يتم شغل الشباب المصري بقضايا وسياسات الوطن ليُشاركوا ويُساهموا في عملية البناء والتعمير وليبتعدوا أيضاً عن أوقات الفراغ والتي تؤدي بهم في النهاية إلى أفعال مُدمرة لهُم ولأُسرهم ولجميع أفراد المُجتمع .
المحور الثاني : البحث عن المواهب والحث على المُشاركة المُجتمعية : يتميز الشباب المصري بمواهب كثيرة جداً مثل المواهب الرياضية والثقافية ومواهب أُخرى عديدة في جميع المجالات ولذلك لزاماً على الدولة أن ترعى تلك المواهب رعاية حقيقية وتُنميها لشغل الشباب وعدم تركهم كفريسة لأوقات الفراغ ، وأيضاً المُشاركة المُجتمعية والعمل التطوعي من أفضل الأشياء التي تجعل الشباب مُنشغلاً دائماً بأشياء فعالة وبناءة وهُنا أيضاً تقع المسؤولية على عاتق الدولة ومُنظمات المُجتمع المدني والتي يجب أن تفتح دائماً قنوات وبرامج تطوعيه كثيرة للشباب والعمل دائماً على دمج الشباب في المُجتمع المدني عن طريق المُساعدة في عدة برامج مُجتمعية مثل محو الأمية وإيصال المُساعدات للقُرى الفقيرة والأشد إحتياجاً والمُساعدة في ترميم المساجد والكنائس وتجميل الشوارع والميادين والمناطق الأثرية وبذلك نكون بالفعل قد قُمنا بحماية شبابنا من براثن الضياع وأوقات الفراغ .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.