كريم صبحي علي يكتب | رسالة أمل من بطلة مصرية

0 179

تمُر علينا الأيام والسنين لتُثبت لنا جميعًا وبالدليل القاطع بأن الأُمة المصرية هي أمة عظيمة وذات شأن كبير جداً بين كافة الأُمم وهذا بالتأكيد لأنها أُمة ولادة للأبطال ومنبع للبطولات ودائماً ما تُخرج لنا أبطالاً في جميع المجالات العامة إستطاعوا تحقيق الأمل والنصر من رحم الآلم والمعاناة وإستطاعوا أيضاً إضاءة شُعاع من النور في أشد لحظات الظلام الحالكة.
أريد التوجُه بحديثي هذا إلى بطلة مصرية جديدة ربما تكون صغيرة في السِن ولكنها كبيرة العقل والفِكر وتلك البطلة المصرية التي أتحدث عنها هي الطالبة (( منة الله عماد إبراهيم )) الأولى في الشهادة الإعدادية على مُستوى محافظة كفر الشيخ وذلك نتيجةً لحصولها على 287.5 درجة ، وقد يتسائل البعض ويقول لماذا الطالبة منة تحديداً هي التي نالت هذا الزخم الإعلامي الشديد فهناك الكثير من الطُلاب الحاصلين على المراكز الأولى في الشهادة الإعدادية وعلى مُستوى كافة محافظات الجمهورية ليكون الرد المُناسب على ذلك السؤال بإجابة واحدة فقط وهي أن منة لم تكُن تعيش ظروف طبيعية كأي طالب أو طالبة مصريين ولكنها عانت من ظروف وحياة إستثنائية كانت كفيلة بأن تجعلها في مؤخرة التحصيل الدراسي ولكنها فاجئت الكُل لتخرُج منة من تلك الظروف الصعبة بتفوق دراسي كبير أذهل وأبهر الجميع.
وعندما تتعرض طفلة في هذا العُمر لتفكُك أُسري بهذا الشكل وإنفصال بين والدها ووالدتها وترك والدها لهُم بعد الإنفصال عن والدتها وعدم الإنفاق المادي عليهم وأيضاً أن تقوم طفلة في هذا العُمر الصغير بإفتراش الأرض والنوم عليها والمُذاكرة على (( جردل )) مصنوع من البلاستيك بدلاً من المُذاكرة على مكتب عالي وكرسي مُريح مثل أي طالبة في هذا العُمر وإفتقادها أيضاً لكثير من سُبل ورفاهيات الحياة الكريمة كان كفيلاً جداً بأن يجعل الحياة تتشح بالسواد أمام عينيها وبالتالي أيضاً عدم الإهتمام بمُستقبلها الدراسي والعلمي ولكنها آبت ورفضت أبداً هي والسيدة العظيمة والدتها أن يحدُث هذا الأمر لها وأصرت بشدة على التفوق الدراسي لتوجه لنا جميعاً رسالة أمل تُثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الفقر هو فقر في العقول والإرادة فقط وليس أبداً فقر الماديات ورفاهيات الحياة وأنه يكفي فقط توفير القليل من الأساسيات الضرورية جداً لنُكمل مشوار الحياة من أجل تحقيق النجاح الذي سوف يوفر لنا في المُستقبل كل ما نريده من رفاهيات الحياة وأيضاً توفير المكانه المرموقة بين أفراد المُجتمع .
وفي الختام أتوجه بجزيل الشكر والعرفان والتقدير للطالبة منة الله عماد لإحيائها الأمل الحقيقي في نفوس كثير ممن إتخذوا اليأس والإحباط طريقاً ومسلكاً لهُم ، وأدعوا الله عز وجل بأن يوفقها دائماً وأن يجعل النجاح حليفاً لها في كل وقت وحين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.