هاجر محمد موسى تكتب | مصر والتحديات الاقتصادية

0 289

لا جدال بأن مصر تعيش حاليا مرحلة من أصعب وأخطر وأهم المراحل ونحن في أشد الأوقات صعوبة حيث تواجه مصر تحديا خطيرا، لأنها تخوض حربا سياسية لدعم دولة فلسطين المحتلة للبقاء داخل غزة وعدم الاستجابة للمطالبات الصهيونية التي تدعو لانتقال الفلسطينيين إلى سيناء وذلك للحفاظ على كيان الدولة المصرية ومحاولة الحفاظ الإستقرار السياسي الذي يؤثر على الاستقرار الاقتصادي أمام القمع الاقتصادي الدولي الذي تمارسه الدول الأجنبية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والتى تدعم الكيان الصهيوني المتمثل في إسرائيل والتى تمارس القمع الاقتصادي ليس فقط على غزة المحتلة والتى قاموا بحرمانهم من الوقود والكهرباء والعلاج والطعام ولم يكتفوا بذلك بل حاولوا بكل قوتهم منع المساعدات المصرية من الوصول إليهم ولكنهم حاولوا ممارسة ذلك القمع على مصر من خلال المساومة على الغاز الطبيعي مما تسبب في ارتفاع أسعار الوقود داخل مصر وزيادة عدد الساعات التى يتم قطع الكهرباء فيها على المحافظات المصرية وذلك بسبب العقود المبرمة مع الشركات الاجنبية التي تستحوذ على نسبة كبيرة من إنتاج حقول الغاز.
لذلك أصبحت الدولة المصرية تواجه عدة تحديات على رأسها الحفاظ على كيان وأرض الدولة المصرية وعدم وقوعها في المخطط الصهيوني التوسعي الذي يحاول الاستيلاء على سيناء منذ سنوات وذلك من خلال تهجير أهل غزة لأرض سيناء.
كذلك أصبحت الدولة المصرية يقع على عاتقها اعادة تسليح الجيش المصري لمواجهة التحديات الأمنية والعسكرية والحفاظ على مكتسبات الدولة وثرواتها وتأمين حدودها المشتعلة شرقا وغربا وجنوبا.
وكان أصعب التحديات هو الحفاظ على مسيرة التنمية الاقتصادية لمواجهة التحديات الاقتصادية من ضعف الموارد وارتفاع سعر الدولار مما سيشكل عبء على كاهل الدولة بسبب زيادة الدعم على السلع التموينية وأسعار الكهرباء وتحقيق الأمن والاستقرار، حتى لا تتأثر سياحة مصر وتستمر في جذب الاستثمارات الأجنبية. وكل ذلك لتستمر الدولة المصرية في ممارسة دورها الريادي سواء على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري حيث أصبحت مصر تحارب محاولات الصهاينة التى تستهدف سيناء بجانب الإرهاب الديني الداخلي فى سيناء وهي الحرب الأخطر على الأمن القومي المصري، فهي حرب للحفاظ على كيان الدولة المصرية، مما جعل الدولة تستعرض قوة الجيش المصري والحفاظ على قواتها المسلحة حتى لا تكون تحت ضغط من القوى الدولية الكبرى وحتى تكون مصر صاحبة قرارها.
مصر هي الدولة الوحيدة المتماسكة في المنطقة شعبا جيشا وشرطة، رغم كل التحديات أكبر قوة بحرية فى البحر المتوسط والبحر الأحمر. والقوة السادسة على العالم من حيث الجيوش، بينما تشكل القوة الرابعة من حيث القوة البحرية.
كذلك حاولت مصر إمداد غزة بالوقود والغذاء والحفاظ على تلك العناصر داخل الأراضي المصرية من خلال حل مشكلة السولار، والبنزين، والكهرباء وزيادة الدعم ورفع المعاشات للأسر الأولى بالرعاية لأنها العناصر الرئيسية للحياة لشعب غزة مثلة مثل شعب مصر.
بالرغم من كل تلك التحديات والضغوط على كاهل الدولة المصرية خلال فترة من أصعب الفترات التى تمر على العالم ولكن مصر تدعم بكل قوتها ومواردها القضية الفلسطينية محليا ودوليا وترسل القوافل للدعم والمساندة بشكل يومي وتنادي في كل المحافل الدولية بحق الشعب الفلسطيني في تحديد مصيره وتندد بـ الإبادة التي تحدث لأهل غزة .
فالبرغم بإن كل الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة اختارت اتباع حقوق الإنسان في سياستها الخارجية ولكن في حالة الولايات المتحدة أمام القضية الفلسطينية من السهل التقدم بحجج أخلاقية وسياسية ومصالح وطنية لمساندة الصهاينة وغض البصر عن القضية الفلسطينية حتى لو مارست القمع الاقتصادي على كل الدول الداعمة للقضية الفلسطينية وذلك لقتل المقتضيات الاخلاقية لحقوق الإنسان العالمية فإذا كانت حقوق الإنسان هي الحقوق التي تعود على المرء لكونه إنسانا فهي حقوق جميع البشر وعلى رأسها حق الحياة ولكن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في انتهاكها مما يشكل أكبر التحديات أمام الدولة المصرية والتى تحاول من خلال الدبلوماسية الناعمة تارة والضغط والتهديد تارة أخرى لاسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني من عصابة الولايات المتحدة الإسرائيلية مما يشكل في المستقبل تحديا أمام الاقتصاد المصري والذي يتأثر بالاقتصاديات الأمريكية وسعر صرف الدولار والصادرات للخارج بالإضافة للمعونة الأجنبية والتى تستخدمها الولايات المتحدة في الضغط على العالم واستعباده إقتصاديا كنوع من أنواع القمع الاقتصادي.
كل تلك التحديات والدولة المصرية تحاول تجميع العرب لإسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني وتوحيد العرب على كلمة الحق لإنها فجر الضمير كما وصفها المؤرخ “”جيمس هنري” في كتابه “فجر الضمير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.