رضا سليمان يكتب | ٣٠ يونيو .. مؤتمر نصرة سوريا

0

كان من المنتظر أن تأخون الجماعة البلاد بعد سنوات من بداية حكمها و بعد تقديم مشروعات عملاقة و امتصاص حماس الرأى العام و توفير كافة المتطلبات الأساسية للمواطن و إشعاره بالراحة و الهدوء والاستقرار . لكن ما حدث أن الاخوان نفذوا مخططهم خلال ست شهور فقط و هذا من شأنه أن خلق صدمة كبيرة للرأى العام .
فى حاله مفاجئة يتم عقد مؤتمر عام لنصرة الشعب السورى وفيه يعلن الرئيس قطع العلاقات مع سوريا .
يدرك الشعب تمام الادراك أن ذلك تم بعد أن بدأت قوات بشار الأسد فى الانتصار على المعارضة التى ينتشر عنها أنها ما هى إلا اخوان مسلمين ، وهذه الحالة العنترية من الرئيس أتت بعد اعلان أوباما أنه سوف يقوم بتسليح المعارضة فى سوريا .
يسرع الرئيس باعلان قطع العلاقات مع سوريا و دعم المعارضة و ما هى إلا أيام ويعود أوباما عن قرار تسليح المعارضة .
هذا الموقف الرئاسى مع حالة الغليان الداخلية يخلق نوعا إضافيا من الاحتقان ولسان حال الشعب يقول نحن من يحتاج إلى المساندة وليس الآخرون .
حالات الاحتقان المستمرة على كافة الأصعدة أفرزت حركات كثيرة كان على رأسها حركة تمرد التى استطاعت بهدوء وابتسام أن تجمع حتى نهاية شهر يونيو 2013 حوالى 20 مليون توقيع بسحب الثقة من الرئيس مرسى .
و كعادة الجماعة الحاكمة أن تقوم برد الفعل وليس الفعل ذاته ، فظهرت حركة تجرد ردا على حركة تمرد .
و يشاهد المواطن العادى حركة تمرد فى الشارع وبين الناس بينما لم يشاهد حركة تمرد و لا يعلم عنها إلا من وسائل الاعلام و إذا بالمسئول عن تجرد يقرر أنه فى طريقه لتجميع 30 مليون توقيع ..!!!
حالة السخونة التى تمر بها البلاد كان من نتيجتها أن تم الاعلان أن يكون يوم تولية الرئيس مرسى 30 يونيو 2012 و بعد مرور عام هو يوم اسقاطة فظهرت الدعوات للخروج فى هذا اليوم .
و أيضا كرد فعل ظهرت الدعوات من جماعة الاخوان للخروج لمليونيات لنبذ العنف و الاعتصام فى مقابل ما هو منتظر من تمرد والمعارضه .
هنا أصبح هناك طرفان فى الشارع للصراع و من البديهى جدا أن يحدث الصدام و يجب أن يظهر الرئيس ليحتوى الموقف و يلم الشمل .
يتم الاعلان عن خطاب للأمة يوم الأربعاء 27 يونيو 2013 م فى هذا الخطاب لم يقدم الرئيس أى حلول و إنما توجه للأمة بنقاط الضعف فى البلاد و أن هناك من يتربص بها .
هنا يندهش المواطن .. إذا كانت الرئاسة تعلم أن هناك من يتربص بالبلاد و يكمن لها البغض والعداء ( يذكر الرئيس الأسماء فى خطابة ) فما هو المنتظر من الشعب؟!!
هل يخرج للقضاء على هذه الأسماء التى ذكرها الرئيس ؟
البديهى جدا أنه إذا علمت الرئاسة أسباب الضعف و بؤر الفساد فلماذا لا يتم القضاء عليها ؟! وماذا يفعل الشعب ؟؟
الشعب ينظر القضاء على الفساد و من ثم الاستقرار .. الفساد معروف للجميع والقضية فيمن يستطيع القضاء عليه .
إنجاز الرئيس فى خطابة المنتظر فى تلك الظروف المشتعلة اعتبرته الاخوان هو فضح بؤر الفساد و لكنه فى الحقيقة كان فى القضاء على الفساد ..
و الحقيقة المرة أن فضح بؤر الفساد و أنها معروفة لدى الرئاسة بينما هى لم يحرك ساكنا، أضعف الرئاسة و الجماعة و لم تكن ورقة رابحة فى صالحهم.. فقد شاهدها البعض و استشعرها الكثير: مؤسسة الرئاسة تترك الشعب فى الفوضى التى تعلم مصدرها بينما هى فى طريقها للحصول على الغنائم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.