اسلام عمر يكتب | اثيوبيا وطوفان الأقصى

0 424

في ظل الأحداث التي نشهدها اليوم في فلسطين وما تقوم به دولة الاحتلال من انتهاكات ضد الإنسانية في ظل صمت المجتمع الدولي عن تلك الجرائم والتي يتعامل معها المجتمع الدولي بانحياز لدولة الاحتلال بصمت غير مبرر نجد علي جانب اخر ابي احمد يخرج في تسجيل له علي التليفزيون الاثيوبي في لقاء يتحدث فيه عن الوصول الي البحر الأحمر وأهمية ذلك اقتصاديا بالنسبة لأثيوبيا رغم توافر الممرات التجارية لها وفقا لاتفاقيات بينها وبين جيبوتي الغريب في التوقيت حيث ان اثيوبيا تتحدث عن هذا الامر في ظل ظروف عصيبة تمر بها المنطقة وان كان غير مستغرب ذلك فقد أعلنت وشرعت من قبل في بناء سدها في ظروف ثورة يناير في مصر، فقد طرح “آبي أحمد” عدة تساؤلات متوجهًا بها إلى البرلمان الأثيوبي تسال فيها عن سبب عدم نقاش هذا الأمر رغم أهميته بالنسبة لأثيوبيا؟ وسبب التهرب من مناقشته؟ وتسال عن عواقب مناقشة هذا الامر مثل النيل مقارنا الامرين ببعضها وانه يمكن في ظل التفاوضات الخاصة بالنيل اجراء مناقشات بالنسبة للبحر الأحمر. الخطورة هنا ان “آبي أحمد” يتحدث عن الأمر بوصفه قضية وجودية بالنسبة الي اثيوبيا أي ان الامر ليس مجرد تساؤل انما هو امر واجب التحقق فقد ذكر ان البحر الأحمر بالنسبة الي اثيوبيا هي مسالة حياة او موت
والسؤال هنا كيف سيتم ذلك واثيوبيا لدولة حبيسة وكيف ستوفر الدعم الذي قد يدخلها في صراع مع دول الجوار في ظل التوترات الإقليمية وظروف اثيوبيا الاقتصادية ومن سيكون حليف لدعمها في هذا الامر فحتي تدخل في هذا الصراع لابد وان يكون هناك غطاء لها.
لم يتوقف الامر عند طرح ابي احمد التساؤلات فقط انما وضع تصورات لهذا الامر فقد وضع بعض الخيارات التي قد تكون متاحة لتنفيذ ذلك وهي
الخيار الأول والأهم ميناء زيلع في صوماليلاند بسبب قربها الجغرافي الخيار الثاني جيبوتي و لاتزال اثيوبيا تعتمد علي موانيها الخيار الثالث عدوليس الواقعة في ساحل إريتريا.
من خلال متابعة الأحداث نجد انه في 17 أكتوبر 2023 كان هناك لقاء بين كل من رئيس مجلس الدولة الصيني ورئيس وزراء اثيوبيا حول التعاون الاقتصادي بين البلدين أعرب “آبي أحمد” عن استعداد إثيوبيا للمشاركة بفعالية في مبادرة الحزام والطريق رغم أنها دولة حبيسة
في 31 يناير 2023 كتب صحفي صومالي في اندبيندينت عربية مقالة عنوانها هل ستغزو أثيوبيا “صوماليلاند”؟ خاصة مع زيادة اهتمام أثيوبيا والحديث عن البحر الأحمر وتركيزها نحو ميناء زيلع نظرًا لقربة من مضيق باب المندب مما يضع أثيوبيا في خريطة العالم بشكل مختلف وزيادة طموحاتها بالنسبة للبحر الأحمر وطريق الحرير خاصة بعد إقامة صوماليلاند علاقات مع تايون وميناء زيلع مجاور جغرافيا من جيبوتي وخيار ميناء زيلع قد يسهم في تقليل او وقف استخدام اثيوبيا لمواني جيبوتي و تقليل تكلفة استخدام موانيها
الامر هنا ليس مجرد تصورات لفتح معابر شرعية باتفاقات رسمية مع هذه الدول انما وضع بدائل واختيار الأنسب لأثيوبيا حتي و ان كان احد هذه الخيارات سوف يدخلها في صراع فقد هدد ابي احمد بقوله إن “الأمر مسألة وقت حتى يؤدي ذلك إلى صراع”.
من الواضح أن “أبي أحمد” يرغب في هذا التوقيت أن يشغل الراي العام الداخلي في قضية كبري لتقليل الضغط الداخلي والصراع الذي حدث في أقاليم التيغراي وتحقيق اهداف خفية من وراء الرغبة في الوصل الي البحر وهي ليست اقتصادية فقط توضحها التحذيرات التي ذكرها في كلمته لم علينا التركيز فقط علي قضية النيل و لكن أيضا علي قضية البحر الأحمر لأهميته بالنسبة لأثيوبيا
فربما يكون الهدف من ذلك خدمة أغراض اخري تتعلق بمشروعات اخري موازية لمشروع قناة السويس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.