خالد بدوي يكتب | فلسفة حكم مصر (٢-٢)

0 484

فقه الأولويات.. إن مصر تخوض معركة البقاء والبناء بالنيابة عن الإنسانية”
لم يكن أحداً يتوقع أن تخرج مصر من هذا النفق المظلم الذي صنعه الخوف من مواجهة الجماعة الإرهابية طيلة 82 عاماً؛ وجاء الرئيس عبد الفتاح السيسي حاملاً روحه على كفه ليُعيد للدولة إطارها النظيف.
تسلمها شبه دولة متهالكة الأركان بلا حاضر أو مستقبل؛ ولم يكن أحد يتصور أن بقاء الدولة ممكناً من الأساس، هذه الحالة العميقة من انهيار منظومة القيم وضياع النخب وانحدار الذوق العام وتكالب الفئوية على قالب الدولة وهيكلها ومؤسساتها هي ذاتها مجموع الاسباب في تحليل نتيجة المحاولة التي قال عنها الجميع أنها دون جدوى ومضيعة للوقت.
خاض السيسي معركته الأصلية في “بقاء” الدولة أولاً متمسكاً بعناقيد الأصالة والأمل والتاريخ الذي درسه ومارسه لمدة 50 عاماً في الحربية المصرية الشريفة؛ تتواتر الحروب والصراعات وتنشأ وتنتهي أمامه راكزاً ومتيقظاً لكل تحرك ومسار، لم يستمع لتلك الدعوات الهدامة في قراره لبدء أي مشروع؛ ولم يتكاسل على حساب تحقيق الشعبية، كان الصريح والجريء بل كان البطل في كل الروايات الشريفة.
صياغة المسارات
لم يكن هناك بُد من ضرورة صياغة مسارات واضحة للبناء في كافة القضايا والاتجاهات مع الحفاظ على المراحل التي أحرز فيها النصر من بقاء وتثبيت الدولة وتدعيم مؤسساتها وتقوية جيشها وتضمين صلابتها النفسية من خلال المؤتمرات واللقاءات الشعبية وخلق مجالات للتنافس وتحقيق التعددية السليمة.
لم تكن مرحلة البناء التي لا تزال محكّاً صعباً على الدولة المصرية التي تخوض تحديات صعبة وغير متوقعة ولا إرادية في كل فترة زمنية بالتوازي وبالتوالي؛ لكن التوجيه بالعمل والعمل هو المعيار الذي لا تبديل فيه ولا تحويل؛ ولا يوجد سوى العمل ومراجعة العمل في كل يوم وليلة حتى تنهض هذه الأمة من عوزها وحاجتها إلى رحابة القرار وسلامة القرار.
وتمكن الرئيس من تحقيق انجازات لا حصر لها في كافة المجالات الاقتصادي والزراعي والتجاري والصناعي والسكني والديني والحضري والمجتمعي والبيئي والشبابي والنخبوي؛ بتوازن وتمكن وتوفيق من الله.
صناعة القرار
وما الحياة إلا قرار ..
أن تؤمن بعقيدة .. قرار
أن تكتب كلمة .. فذاك قرار
أن ترسم لوحة .. هو قرار
ترحل ..
تزهد ..
تصمت ..
تثور .. وتغضب
ما تلك الكلمات سوى قرار ..
لن تحسم أمراً
لن تحرز نصراً
لن تغير من الكون شيئاً
مالم تتخذ قرار ..
لن تكون أنت .. سوى بقرار
هكذا صاغ الرئيس رحلته في كل قرار جريء وحاسم تم اتخاذه لصالح هذا الوطن؛ وفي وجهة نظري كان القرار الأصعب تبصير الناس بقضايا الوطن؛ المراهنة على الوعي والفهم الصحيح لكافة التحديات والفرص الحالية كان القرار الذي صنع حالة التماسك والالتفاف تجاه كل دعوة هدامة خسيسة؛ بل كانت ذلك الانذار المبكر الذي جعل المواطن المصري في عمق قضايا وطنه ومشاركاً فيها من خلال الحوار الوطني وتجارب الدولة الناجحة ودبلوماسيتها الرائدة في الاقليم.

د. خالد بدوي، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.