مجدى نجيب وهبة يكتب | حقائق حول نصر أكتوبر العظيم

0 491

كانت نكسة يونيو 1967 .. صراع إسرائيلى أمريكى إستعمارى .. ضد مصر .. لم تكن صراع بين مصر وإسرائيل فقط ،

** فى يونيو 1967 .. شحن العرب “عبد الناصر” ، ومعهم منظمة فلسطين ، لمواجهة إسرائيل على طول الجبهة المصرية .. وكانت المفاجأة للقوات المصرية هى الحرب المفاجئة التى أقدم عليها سلاح الطيران الإسرائيلى ، بضرب جميع مطارات القوات المسلحة المصرية .. مما سهل تساقط الجنود المصريين كالعصافير على الجبهة المصرية ، ولم تستغرق هذه الحرب أكثر من ستة ساعات هزم فيها الجيش المصرى دون مواجهة حقيقية للعدو الإسرائيلى..
فى 5 يونيو 1967 .. كان الطيران الإسرائيلى يعربد فى سماء القاهرة ، وكان يمكنه أن يطلق قذائفه لضرب الشعب المصرى ..ولكنة لم يحدث
وبعد الهزيمة .. ألقى الزعيم “جمال عبد الناصر” خطابه الشهير ، وهو يتحدث إلى الأمة .. ويعترف بالهزيمة .. بل ويقرر أن يتنحى عن الحكم ، وأن ينضم إلى الصفوف الأمامية للمقاتلين .. وكانت نبراته تنم عن حزن عميق ، فقد كان “عبد الناصر” زعيما وطنيا حتى النخاع .. لا يمكن أن يشكك أحد فى وطنيته أو إخلاصه للوطن ..
وعقب الخطاب مباشرة .. خرج كل الشعب المصرى رافضين الهزيمة ، مطالبين بالنصر .. وظلوا يهتفون فى كل الشوارع والميادين وكل محافظات مصر “هانحارب .. هانحارب” .. خرجوا فى لحظة إنكسار “هزيمة” ، تحولت إلى لحظة نصر ..
إنه الشعب المصرى الأصيل العظيم .. الذى خرج ليرفض تنحى جمال عبد الناصر ، ويطالبه بالإستمرار .. بل ورفض هذا الشعب الهزيمة ، وظلوا يهتفون “هانحارب .. هانحارب” …. ومنذ هذه اللحظة ، بدأت القوات المسلحة تعيد ترتيب صفوفها ، وظهرت الشعارات الوطنية فى كل شبر من أرض هذا الوطن “الجيش والشعب إيد واحدة” .. ثم رحل “عبد الناصر” ..
وتولى “السادات” المهمة الصعبة ، وتحمل السادات ما لا يمكن أن يتحمله رئيس دولة من إنتقادات وسخرية وإستخفاف بل ظل الكاتب محمد حسنين هيكل يسخر من قدرة الجيش المصرى على مواجهة العدو أو اقتحام خط براليف المانع المائى الحصين .. ولكنه كان يثق فى الجبهة الداخلية وهى الشعب المصرى العظيم .. وفى الجبهة العسكرية التى أعيد بنائها على طول خط المواجهة .. حتى تحقق نصر أكتوبر العظيم .. ورفعت مصر هاماتها عالية ، ورفع كل العرب رؤوسهم وإستردوا كرامتهم ، وبدأوا فى جنى ثمار ما دفعته مصر من أرواح وشهداء أبنائها الأبرار لتحرير سيناء ، وتحرير الإرادة المصرية ..
لقد تذكرت هذه الأيام الكالحة السواد .. التى مرت على مصر وهى منكسرة ، مهزومة .. ظلت تعانى من غطرسة العدو الإسرائيلى حتى تحقق أعظم نصر فى تاريخ الأمة العربية … قد نخرج منه ببعض الدروس المستفادة التى مرت بها مصر فى هذه السنوات ..
1- وقوف الشعب خلف قيادته العسكرية فى ثقة تامة لتحقيق النصر ..
2- إلتحام كل أبناء الشعب المصرى وإنصهارهم فى هدف واحد هو حب مصر والتضحية من أجلها بالروح والدم ..
3- الإعتزاز بالعلم المصرى والإعتزاز بالسلام الجمهورى ..
4- الموقف الرائع للفنانين والكتاب والإعلاميين .. فكل قدم فى مجاله كل ما يملك من إبداع وتضحية فى سبيل هذا الوطن ..عدا كاتب واحد هو محمد حسنين هيكل الذى اضطر الرئيس السادات بطردة خارج البلاد واستقر علىما أظن فى دبى ..
** كم ان الجميع يتذكر حفلات السيدة العظيمة الراحلة “أم كلثوم” ، وهى تجوب كل الدول العربية والأوربية لكى تشدو بأعزب أغانيها ، وتجمع التبرعات لدعم الجيش المصرى ، والجبهة الداخلية .. فى الوقت الذى تحولت فيه إلى سفيرة تمثل مصر فى كل الدول التى ذهبت إليها ..
** نتذكر الفنان والعندليب الأسمر الراحل “عبد الحليم حافظ” الذى ظل يشدو بالأغانى الوطنية التى تلهب مشاعر الجيش والشعب .. نتذكر كل الفنانين الذين بكوا وضحوا ورفعوا إسم مصر عاليا فى كل الدول ..
** هذه هى مصر .. وهذا هو شعب مصر .. شعب الحضارة ، حضارة الفراعنة العظام ، بناة الأهرامات .. هذا الشعب قد يغفو قليلا ولكنه لن يترك السفينة للغرق .. هذه السفينة لها ربان واحد مهما واجهت من مخاطر .. ففى النهاية ستعود إلى بر الأمان ، وإلى المرسى الآمن لها ..
نعم .. شاءت إرادة الله أن ينتصر هذا الشعب وجيشه العظيم فى أكتوبر 1973 ضد العدو الإسرائيلى المتغطرس .. وشاءت إرادة الله أيضا أن ينتصر هذا الشعب العظيم مع جيشه على الإرهاب فى ثورة شعب مصر العظيم فى 30 يونيو 2013.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.